حسن علي القحطاني

نفوذ إيران.. فقاعة على وشك الانفجار

الأحد - 01 يوليو 2018

Sun - 01 Jul 2018

استغل ملالي طهران فرصة التقارب السياسي والأمني مع إدارة أوباما، فعملوا على تضخيم دور إيران الإرهابي بشكل سريع، واستطاعوا إيهام العالم أن حضورها أصبح له سطوة، فتعالت نبرة الغرور في تصريحات ممثلي نظام الملالي بين عامي 2014 و2016، فجاء الرد سريعا بانطلاق عاصفة الحزم في 26/03/2015 لإعادة الشرعية في اليمن.

استمر هذا الغرور في التزايد إلا أنه بلغ منتهاه في 2016، حيث وصف مستشار روحاني بغداد بقوله «بغداد عاصمة إمبراطورية إيران الجديدة»، واعترضت البحرية الإيرانية المدمرة الأمريكية يو إس إس نيتز قرب مضيق هرمز واحتجزت قاربين تابعين للبحرية الأمريكية.

هذا الطغيان الإقليمي كان نتيجة تساهل من إدارة أوباما التي تغاضت عن صعود نظام إيران على حساب بعض جيرانها، لكن هذا الصعود السريع شهد انهيارا سريعا أيضا، ففي عام 2017 بدأت الأمور تتبدل لغير صالح إيران، فعلى الصعيد الدولي وبوصول ترمب إلى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية وتشكيل إدارة أمريكية جديدة، تغيرت معادلة اللعبة السياسية، إذ تلقى النظام الإيراني صفعة ما زال يتخبط منها بانسحاب الرئيس ترمب من الاتفاق النووي في 8 مايو الماضي. وبدأت الخزانة الأمريكية فرض عقوبات شاملة على عصابات ونظام إيران وميليشياتها، وزلزلت النظام الإيراني مغادرة الشركات الأجنبية العملاقة - التي زاد عددها على 30 شركة - وإيقاف بنوك كبرى تعاملها معها خوفا من العقوبات.

أما على الصعيد المحلي فكان لانتفاضة الشعب الإيراني نهاية 2017 تأثير كبير زعزع أركان دولة الخميني، وقد تم تنظيم مؤتمر كبير للمعارضة الإيرانية بالعاصمة الفرنسية باريس، قالت فيه رئيسة المقاومة الإيرانية رجوي «اجتمعنا هنا لنقول إن الشعب الإيراني مستعد لإسقاط نظام الإرهاب الحاكم باسم الدين في إيران، وهو - تعني الشعب الإيراني - يريد تحقيق مجتمع على أسس الحرية والمساواة والديمقراطية».

وتكرر مشهد هذا المؤتمر السبت الماضي 30 /6/ 2018 مع بداية عصيان مدني في مناطق متعددة من إيران، وبتصريحات أشد من رجوي، حيث قالت «يجب إسقاط نظام الملالي بدون تردد، نسعى لتأسيس ألف معسكر للمقاومة الإيرانية في الداخل، ومعاقل الانتفاضة تعمل كرأس حربة على طريق إسقاط النظام في المدن المشتعلة بالاحتجاجات».

إقليميا قوات التحالف العربي تقترب من تحرير اليمن وسحق ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران. وفي بغداد كشفت الانتخابات الأخيرة حجم وقوة التيار الوطني العراقي الذي يرفض الهيمنة الإيرانية، بينما في دمشق بدأ تغير في المواقف الإقليمية والدولية من الوجود الإيراني، أما بيروت فحزب الشيطان دخل قفص المنظمات الإرهابية، وانسحاب ميليشياته من سوريا يحضر لتغيير معادلة التواجد الإيراني في سوريا.

وكنتيجة لهذه الضغوط الدولية والإقليمية والمحلية انهارت قيمة الريال الإيراني ليصل إلى 50000 مقابل الدولار الواحد.

ختاما، إن تضخم دور إيران المزعوم كان نتيجة فوضى السياسة الدولية، ومع تغير المعادلة ستعود إيران إلى داخل حدودها، ثم ينهار نظامها الإرهابي على يد شعبها في ظل استمرار تعالي الأصوات الجائعة من الداخل الإيراني.

@hq22222