الوالدان.. ما لهما وما عليهما

استفاضت الأحاديث الشريفة في فضل الوالدين ووجوب رعايتهما وطاعتهما وبرهما، ولذلك أخذ ذلك جانبا كبيرا في أحاديث وندوات المربين وأهل الاختصاص، بل تعدى ذلك ليشمل خطب المنابر وكتب المؤلفين، وقبل هذا وذاك القرآن الكريم، حيث قال سبحانه: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا)

استفاضت الأحاديث الشريفة في فضل الوالدين ووجوب رعايتهما وطاعتهما وبرهما، ولذلك أخذ ذلك جانبا كبيرا في أحاديث وندوات المربين وأهل الاختصاص، بل تعدى ذلك ليشمل خطب المنابر وكتب المؤلفين، وقبل هذا وذاك القرآن الكريم، حيث قال سبحانه: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا)

الاثنين - 09 نوفمبر 2015

Mon - 09 Nov 2015



استفاضت الأحاديث الشريفة في فضل الوالدين ووجوب رعايتهما وطاعتهما وبرهما، ولذلك أخذ ذلك جانبا كبيرا في أحاديث وندوات المربين وأهل الاختصاص، بل تعدى ذلك ليشمل خطب المنابر وكتب المؤلفين، وقبل هذا وذاك القرآن الكريم، حيث قال سبحانه: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا).

وعليه نقول إن بر الوالدين من المسلمات التي أمر بها الدين الحنيف وحث عليها، وبرهما معلوم ومعروف وهو طاعتهما والإحسان إليهما وعدم عقوقهما وهذا واجبنا نحوهما.

ولكن فيما يخص واجبهم نحو أولادهم فنتساءل: لماذا لم يتكلم عنه المتكلمون؟ ولماذا لم يتطرق إليه من يجب عليه ذلك، لا سيما الخطباء الذين كثيرا ما يتكلمون عن واجب الأولاد تجاه والديهم؟ بينما تجد من القليل بمكان من يتحدث عن العكس، فهل هناك واجبات من الوالدين تجاه أولادهم؟ والجواب بالطبع نعم، فكما للوالدين حقوق فكذلك للأولاد حقوق، ومن أهم تلك الحقوق أن تنسبه إليك وأن تقوم بتربيته تربية صالحة، وهنا (مربط الفرس)، فالوالدان ولا سيما الأب مسؤولان عن تربية أولادهما التربية التي تقودهم إلى بر الأمان في الدنيا والآخرة، فمن يريد أن يعمل ذلك فلا بد له من ملاصقة أولاده والقرب منهم، وأن لا يتركهم عبثا ولا سيما في هذا الزمان الذي أصبحت مغرياته كثيرة ولربما لا يستطيع الوالدان السيطرة عليها لقربها منهم ولكثرتها.

فالأجهزة الالكترونية مثلا أصبحت تغزو الأفراد والمجتمعات في عقر دارهم وفي أفكارهم وعقلياتهم! حتى إنك لتراها في أيدي الأطفال في كل وقت.

فضلا عن الأجهزة الإعلامية وغيرها، كل هذه الأجهزة لا تلقى سدا منيعا حقيقيا من الوالدين، وليس هذا فحسب، بل إن البعض يشجع الأبناء من حيث يشعر أو لا يشعر على شراء كل ما يطلب وربما يقتل بها نفسه أو الآخرين أحيانا بطيش منه أو بمبرر غير صحيح، كأن يعطي طفلا أو شابا مراهقا لا يتجاوز عمره الأربعة عشر أو خمسة عشر عاما سيارة فارهة، لينتج عن ذلك دهس أو عاهة مستديمة! وما أكثر ما يقع ذلك.

وقد وقع منذ أيام قليلة بالقرب من إحدى المدارس القريبة من سكني أن تعرض أحد أبنائي وهو يمشي على قدميه لحادث كاد يودي بحياته ولكن الله سلّم، وكانت النتيجة رضوضا وتمزقا في الرجلين بسبب قيادة غير مسؤولة من شاب مراهق لم يراع والده مسؤوليته تجاهه بأن أعطاه سيارة وهو في مثل هذا السن الحرج المبكر، ولم يبين له أهمية قيادة السيارة وأرواح البشر وأن السيارة للحاجة وليست للمرح أو العبث بها.

فيجب في مثل هذه الأمور المهمة أن لا يغيب دور الوالدين في النصح والإرشاد فهما مسؤولان بالدرجة الأولى عن التزام أولادهما بالأدب، وهذا يعكس صورة تربيتهما ورعايتهما لهم، وصدق النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم حين قال: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته).