آفة الكلام الذي لا معنى له!

«كيف الحال؟»

«كيف الحال؟»

الجمعة - 06 نوفمبر 2015

Fri - 06 Nov 2015



«كيف الحال؟»..

حين تسأل أحدهم هذا السؤال الشهير فإنك غالبا لا تنتظر إجابة تفصيلية، ومن تسأله لن يجيبك إجابة غير متوقعة، من غير المتوقع أنه سيخرج لك تقاريره الطبية ثم يحدثك عن مشاكله الأسرية، ثم يعرج بالحديث عن مشاكله الفكرية التي تقف عائقا في سبيل حصوله على مسكن.

وبمناسبة المسكن فقد اكتشفت أن سبب الأزمة لا علاقة له بثقافة المواطن ولا بفكره، المشكلة لها علاقة بعمره، فالمواطن يعيش في حدود السبعين والثمانين عاما بينما خطط وزارة الإسكان مصممة لأعمار أطول من ذلك بكثير، وهذا خطأ المواطن بكل تأكيد!وعودة على السؤال وإجابته فإن هذه الإجابات العائمة التي لا تعطي أي معلومة تصلح للاستخدام في العلاقات مع الغرباء الذين يستحسن أن تكون القاعدة في التعامل معهم هي «لا تكذب ولا تقل الحقيقة».

لكنها تصبح شيئا سخيفا ولا يطاق حين تكون لغة «المسؤول» الذي يفترض أن يقدم إجابات حقيقية وواضحة للأمور التي يسأله الناس عنها أو التي يظنون أنه موجود أصلا في منصبه للإجابة عنها وتوضيحها وإخبارهم ما الذي يريد عمله لكي ينجح في مهمته وما الذي يعيقه أو يتسبب في فشله.

إن لم يكن لديه إجابات واضحة ومحددة ويجد صعوبة في التخلي عن منصبه فإن أضعف الإيمان أن يصمت.

وعلى أي حال ..

فإن العبارات المطاطة الملقاة على قارعة الكلام والتي يمكن أن تعني أي شيء أو التي يمكن ألا تعني أي شيء هي المخرج الأسهل الذي يلجأ إليه المسؤول المتورط الذي لا يمتلك الإجابات أو الذي لا يجرؤ على قول الحقيقة.

وأعني عبارات من عينة (سيتم دراسة الأمر، خصوصيتنا، الأمور على ما يرام، الأمور تجري على قدم وساق، المشكلة تتعلق بالثقافة أو بالفكر) أو غيرها من الأشياء التي لا يمكن قياسها ولا لمسها ولا معرفة «راسها من ساسها»!



[email protected]