بكيت مع ولد حارتي
أعترف بكامل قواي العقلية بأنني بكيت بصوت عال ومزعج، أزعج أم محمود شريكة نصف القرن، لدرجة أنها انهارت بأعلى صوتها تبكي بحرقة
أعترف بكامل قواي العقلية بأنني بكيت بصوت عال ومزعج، أزعج أم محمود شريكة نصف القرن، لدرجة أنها انهارت بأعلى صوتها تبكي بحرقة
الجمعة - 06 نوفمبر 2015
Fri - 06 Nov 2015
أعترف بكامل قواي العقلية بأنني بكيت بصوت عال ومزعج، أزعج أم محمود شريكة نصف القرن، لدرجة أنها انهارت بأعلى صوتها تبكي بحرقة.
سكت، أو أمسكت عن البكاء خوفا عليها، فابنتي نهلة تنام في غيبوبة في العناية المركزة بمستشفى الملك عبدالله، يرحمه الله، وغيبوبتها مضى عليها أكثر من أربعين عاما بعد أن أصيبت بالحمى الشوكية وهي في سن السابعة.
ظنت زوجتي أن ابنتنا قد اختارها الله لجواره، وعندما علمت أن بكائي لفوز الوحدة على فريق هجر بالأحساء بهدفين لهدف، نظرت إلي نظرة مكاوية حاروية وكادت تمسك بعنقي وتدقه أرضا، والله، والله وحده سلمني من موت محقق لو لم أهرب.
أحمد الله أن الوحدة فاز في أرض الأحساء، وأن رقبتي نجت بأعجوبة من مخالب شريكة الحياة التي خلعتُ قلبها ببكائي بصوتي الذي يشبه أنكر الأصوات.
كنت أتابع المباراة تلفزيونيا، وكان لدي إحساس بأن أبناء مكة سيعودون بنقاط المباراة..هكذا كان إحساسي، أو إن شئت فقل أمنيتي.
والحمد لله على الفوز الذي أرجو ألا يكون مخدرا للاعبي الوحدة، فما زال الطريق طويلا للبقاء في الممتاز، وما زال «الشغل ورا»، بلهجة أبناء زمزم.
الوحدة في حاجة ماسة إلى روح مماثلة للروح التي لعب بها أمام شباب الأحساء.
ولا أقول للسيد جمال تونسي شكرا، فهو أكبر من الشكر، ولا أقول لابنه العزيز شكرا، فالشكر لهما أقل مما يجب، والظفر لا يخرج من اللحم يا آل التونسي الكرام.
إن آل التونسي من أكرم عباد الله، ومن أشد الناس حبا، بل عشقا وهياما للوحدة.
والدور على أغنياء مكة، فالطريق إلى البقاء في الممتاز طويل، والتنافس الجاد مع بقية المتنافسين يحتاج إلى»تكر»، أي نقود أو فلوس كثيرة متلتة، وما لها عدد.
وجزى الله خيرا ابن حارتي وربعه الكرام في الوقوف مع الوحدة عشق أبناء مكة الكرام، والدور على بقية الوحداويين من حضر وبادية.
وأتمنى أن أقرأ أو أسمع أن تبرعات دخلت الصندوق الأحمر الفارغ بعد الزويهري والصاعدي وسواهما من أبناء مكة الذين لم يعودوا بدوا، فالبدوي هو الرحال، وجميع من ذكرت ليسوا بدوا، فهم ليسوا رحلا، وإنما مقيمون، والخير الذي لديهم جاء بفضل صبرهم على سموم مكة وغبارها وحرها الشديد.
وأجزم أن كل واحد منهم سوف يقدم الدعم للوحدة، فالظفر لا يخرج من اللحم.
وهذا مؤكد، فسيظل المكاوي بدويا كان أم حضريا، وحداويا، حتى يلاقي ربه بعد عمر طويل.
وإلى الأمام يا وحدتي الحبيبة.
وألف قبلة على جبين المرسي ورفاقه شهداء الوحدة، وأبناء مكة البررة.
والخير في أمة محمد حتى قيام الساعة.