جيزاني يحير الأمريكان

الدكتور فهد محمد الحكمي، اسم قد لا يعرفه الكثير

الدكتور فهد محمد الحكمي، اسم قد لا يعرفه الكثير

الاثنين - 02 نوفمبر 2015

Mon - 02 Nov 2015



الدكتور فهد محمد الحكمي، اسم قد لا يعرفه الكثير.

لم يحالفه الحظ ليأخذ قسطا من شهرة (جحفلي) أو (السومة)، أو حتى (أبو جركل)! فهد ظاهرة علمية تستحق التأمل، جعلت الدكتورة هيدي من جامعة هارفارد ترفع القبعة احتراما لإرادة وشجاعة هذا الشاب السعودي القادم من منطقة اسمها (جازان).

قصة هذا الشاب المدهشة نقلتها الزميلة (سعودي جازيت) الصادرة باللغة الإنجليزية، عندما كان في المرحلة الابتدائية وكان له زميل يده فيها (ستة) أصابع.

وبروح الطفل البريء الممتلئة سؤالا قال فهد لمعلمه: لماذا معه ست أصابع وليس خمسا مثلنا؟ لم يمتلك الأستاذ جوابا سوى (هذا خلق الله)، ونعم بالله خالقا متقنا، ولكن هذا لم يشبع عطش الطفل المعرفي.

مع نهاية المرحلة الابتدائية ودخول المتوسطة والثانوية كان الهدف واضحا أمام الطفل الحكمي: كلية الطب في جامعة الملك عبدالعزيز، عله يجد جوابا لسؤاله القديم المتجدد: لماذا هذا الطفل ولد بستة أصابع؟ ولكن الصدمة تتجدد، والحلم يتلاشى، إذ لم يستطع أحد بالكلية من أقصاها إلى أدناها أن يوجد جوابا كافيا للسؤال المقلق.

لم يزد صاحبنا إلا إصرارا على مواصلة الطريق والبحث عن جواب لهذا اللغز الإلهي المحير، وما أنزل الله داء إلا وأنزل له دواء، علمه من علمه، وجهله من جهله، هكذا يخبرنا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، ليبعث فينا روح البحث والتأمل.

عندها تغيرت الخطة لصاحبنا، وقرر استخدام سياسة قلب الهرم، فبدل أن يرتقي للسلك الطبي ويبدأ من الأسفل، حدد هدفا أن يذهب لأعلى الهرم ويحصل على قبول في الجامعة الأشهر على مستوى العالم: كلية الطب في جامعة هارفارد.

إنها الجامعة التي تخرج فيها روزفلت وبيل كلينتون وأوباما وبيل جيتس ومارك زوكربيرج، مؤسس الفيس بوك! لكن التحدي صعب، إذ يتنافس 700 من أفضل العقليات بالعالم على أربعة مقاعد فقط!! ولكن تؤخذ الدنيا غلابا، وهذا ما حدث بالفعل عندما قررت هارفارد منح فرصة لهذا الفتى الممتلئ حماسا، للبحث عن إجابة للغز الأصابع الستة! وفي زيارة ملك الحزم والعزم سلمان الأخيرة لواشنطن، طلب الالتقاء بفتى جيزان الطموح، وشد على يده وبارك له الإنجاز، أن ينتهي بعالم سعودي - من دولة ينظر لها الكثير على أنها مجرد صحراء مليئة بالغبار والتخلف - المطاف ليكون في جامعة بهذه العراقة.

وزاد فرحة (فهد) اتصال الأمير متعب بن عبدالله، وزير الحرس الوطني، وتهنئته على الشغف المعرفي، وأخبره بالموافقة على إنشاء مركز طبي يديره الحكمي بعد عودته متخصصا في الجينات الوراثية، ليكون منارة علم مشرقة.

جراح الحكمي، في تجاهل إعلامنا المحلي بمثل هذه المنجزات، وملاحقته المستمرة للجحفلة هنا وهناك، ضمدها أن الرجل الأول، الملك سلمان، يهتم شخصيا بدعمه ومؤازرته، لأن العلم هو الطريق الوحيد للاستدامة والرقي في سلم الحضارات.

نعم العلم ولا شيء سواه طريقنا الوحيد ليسطع نجم الإسلام من جديد.