السحر والشعوذة الأكثر خطرا!

هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات تحذر الناس من الاستجابة للمكالمات والرسائل مجهولة المصدر التي تأتي غالبا من أرقام غير معروفة أو من خارج المملكة، سواء كان ذلك من خلال المكالمات المباشرة، أومن خلال بعض التطبيقات، أو من خلال الرسائل النصية التي قد يكون هدفها الابتزاز المالي أو السحر والشعوذة.

وهو تحذير تُشكر الهيئة عليه، لا شك في ذلك ولا ريب، وخاصة فيما يتعلق بموضوع السحر والشعوذة، أما موضوع الابتزاز المالي فلا أظن أن المبتزين الذين يتصلون من خارج الحدود سيجدون ما يكفي من الأموال لابتزاز أصحابها، فقد كفتهم هذه المهمة شركات الاتصالات التي تستظل بظل الهيئة الموقرة، فهذه الشركات تقوم بالواجب وأكثر من الواجب وتؤدي مهمتها على أكمل وجه ممكن.

ولا أريد أن أظلم هذه الشركات، فلعل لها عذرا ونحن نلوم، فهي لا شك «أبخص»، وربما تكون غايتها من ذلك هي حماية الناس من الابتزاز القادم من خارج الحدود، فهي «تخرق» جيوب الناس لكي تعيبها فلا تصبح مغرية للمبتزين الأجانب، وهذا يجعل الأمر ابتزازا «وفق الضوابط»!بقي موضوع السحر والشعوذة وهو أمر يعتمد على إيهام الضحية بأنه يتعرض لخطر عظيم وأن الناس يكيدون له وأنه لا بد من إنقاذه وأن الحل لديهم وحدهم مقابل أموال يدفعها الضحية.

وفي الغالب فإن أغلب الناس على قناعة بأنهم كذلك وأن «الناس» الآخرين يضمرون لهم الشر، أو لا يتمنون لهم الخير.

وهذا ما يجعل مهمة الساحر أسهل.

وبالصدفة المحضة نجد أن هذا الأمر ينطبق تماما على الحملات الإعلانية والإعلامية، ولذلك فإني أظن أن وسائل الإعلام هي الساحر الذي يجب أن تحذر منه الهيئة ـ أي هيئة ـ فأهداف وسائل الإعلام في الغالب لا تختلف كثيرا عن أهداف الساحر الأفريقي الذي يتصل من خارج الحدود!