ضياء عزيز مصمم بوابة مكة
اتخذ من البيئة المحلية في مكة وجدة موضوعا أساسيا لأعماله، واجتهد في تسجيل الحياة الاجتماعية ضمن تفاصيل الحراك اليومي في البيوت القديمة، مهتما بالعمارة والحارة ومكوناتها، ورصدت أعماله التشكيلية اللوحية ألعاب الطفولة والزي والحدث والعادة والمناسبة، ولكنه لم يكتف بالرسم على الألواح فقط، إنما تخطى ذلك ليتحف مكة وجدة بعدة مجسمات تقف شامخة هنا وهناك
اتخذ من البيئة المحلية في مكة وجدة موضوعا أساسيا لأعماله، واجتهد في تسجيل الحياة الاجتماعية ضمن تفاصيل الحراك اليومي في البيوت القديمة، مهتما بالعمارة والحارة ومكوناتها، ورصدت أعماله التشكيلية اللوحية ألعاب الطفولة والزي والحدث والعادة والمناسبة، ولكنه لم يكتف بالرسم على الألواح فقط، إنما تخطى ذلك ليتحف مكة وجدة بعدة مجسمات تقف شامخة هنا وهناك
الأربعاء - 28 أكتوبر 2015
Wed - 28 Oct 2015
اتخذ من البيئة المحلية في مكة وجدة موضوعا أساسيا لأعماله، واجتهد في تسجيل الحياة الاجتماعية ضمن تفاصيل الحراك اليومي في البيوت القديمة، مهتما بالعمارة والحارة ومكوناتها، ورصدت أعماله التشكيلية اللوحية ألعاب الطفولة والزي والحدث والعادة والمناسبة، ولكنه لم يكتف بالرسم على الألواح فقط، إنما تخطى ذلك ليتحف مكة وجدة بعدة مجسمات تقف شامخة هنا وهناك.
عندما تفتقت قريحته الفنية بتصميم بوابة مكة المكرمة على شكل مصحف كبير موضوع على ساند ضخم تعبر من تحته السيارات المتجهة إلى مكة في الطريق الرابط بينها وبين جدة، حرص على أن ينطلق نور قوي من كشاف عملاق مثبت بشكل خفي في منتصف المصحف ويتجه إلى السماء.
غير أن لنشأة الفنان التشكيلي ضياء عزيز ضياء في أسرة مرتبطة بالثقافة والأدب دورا في تعلقه بمختلف أنواع الفنون منذ سن مبكرة، فعشق الفن منذ طفولته متأثرا بوالدته التي كانت ترسم بالألوان الزيتية لوحات زخرفية لتزيين المخدات والمفارش المنتشرة في مواقع مختلفة من البيت، ومتأثرا بأبيه الأديب الذي شجعه معنويا ودفعه في طريق التذوق الفني في مختلف مجالاته، فتعلم العزف على آلة الكمان والعود وهو في الثامنة من العمر، وغنى للأطفال عددا من الأغنيات التي كتبها والده وقدمتها والدته عبر الإذاعة السعودية في برامج الأطفال.
وعندما تخرج في أكاديمية الفنون الجميلة بروما سنة 1971 أهله ذلك للعمل مدرسا للتربية الفنية بمدارس الثغر النموذجية، ثم احترف العمل الخاص فترة انتقل بعدها للعمل في الخطوط السعودية حتى تقاعد، ولكنه كان قد شغل عددا من المناصب في المؤسسات الوطنية المهتمة بالفنون.
كرس اهتمامه الفني في توثيق وجوه الشخوص التي سكنت ذاكرته عبر بورتريهات تفيض حيوية وتعبيرا، ثم سجل تفاصيل الحياة التي عاشها في حارته المكية، ولم يبتعد عن الاهتمام بقضايا بلاده الوطنية، كما لم ينأ بفنه عن القضايا العربية والإسلامية فرصد الأحداث المؤثرة، سواء المحلية أو الإسلامية، وعبر عن معاني الشموخ والاعتزاز بوطنه وعروبته ودينه.
اهتمامه بالقضايا الإنسانية دفعه لتصميم عدد من المنحوتات التي تتسم بالطابع التأثيري وأخرى يدمج فيها الرمزية بالتجريدية والتعبيرية الواقعية، كما في مجسمه "حلم إنسان" المنتصب داخل مبنى الخطوط الجوية السعودية، وعمله الأحدث "مجتمع المعرفة" الذي أبدع فيه.
من يتأمل لوحاته الفنية، الواقعية والواقعية التعبيرية، يلمس تلك البراعة المذهلة في التفاصيل التشريحية لعناصر أعماله، ولا سيما حرفيته المذهلة في رصد الضوء وخلق حوارية بصرية بين مناطق خفوت وشدة الضوء وما تستتبعه من الظلال وتدرجات ألوانها، وتكوينها المذهل، خصوصا في لوحاته المعنونة بـ "السمبوسك، الزمبيل، الغميضة، يوم الكوي، قهوة الشجرة".