دواء طارد للبلغم يفاقم من سرطان الرئة

تناولت الصحف العالمية والمحلية خلال الأيام الماضية نبأ دواء يدعى إن أستيل سيستين (N-acetylcysteine-NAC) يستخدم كطارد للبلغم يُحدث تسارعا في العملية الحيوية لتكوين الأورام في الرئة وليس زيادة في أعدادها أو أحجامها.
ولم يقتصر الخبر على ذلك بل شمل بعض مضادات الأكسدة مثل فيتامين "هـ" (E) حيث لها دور في ذات المبدأ علما أن مواد الأكسدة تعمل على حماية الخلايا من تكوين الأورام وكذلك تقنيين فعاليتها وهذا ما أشارت إليه دراسات عدة خلال الأعوام الماضية، مدللين على أنها تثبط تكوين الأجسام الضارة الناجمة عن الأكسدة غير المحببة داخل الخلية والتي تتلف أجزاءها إما عن طريق تغيير تركيبة الحمض النووي (DNA) أو زيادة تراكمات الدهون على جدار الأوعية الدموية مسهمة في زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية كما ذكرتها في مقالات سابقة.

خلال عامي 2014 و2015 اهتم مركز ساهلجرينسكا لأبحاث السرطان التابع للجامعة جونتبرج السويدية والتي أثبتت فئران التجارب أن "إن ستيل سيستين" وغيرها من المضادات الأكسدة قد تعمل على سرعة العمليات الحيوية للبروتينات B-RAF وK-RAS المسؤولة عن تفاقم الورم السرطاني للرئة.
ومن ناحية أخرى، قامت بعض الصحف بنشر أن "إن أستيل سيستين" يسبب سرطان الجلد وهذا غير صحيح ولم تثبت أي دراسة بذلك بعد.

أما من الناحية الإكلينيكية فقد أجريت دراسة قبل 11 سنة على عينة قرابة 29000 من الذكور ممن لديهم سرطان الرئة نتيجة التدخين كان يعطى لهم فيتامين "ا" (A) بغرض التقليل من حجم الورم السرطاني أو حتى اختفاء بعض علامات وأعراض المرض مع العلم أن الفترة العلاجية استغرقت تقريبا 5 سنوات ولكن دون الحصول على أي نتيجة إيجابية.

النصيحة هنا تتجلى من قبل الباحثين في هذه الدراسات الحديثة بألا تستخدم مثل هذه الأدوية إلا باستشارة طبية، وعدم الإكثار منها، علما بأنها متوافرة بكثرة في الخضروات والفواكه.
وإضافة لما سبق يحبذ عدم استخدام "إن أستيل سيستين" الطارد للبلغم بالنسبة للمدخنين أو من لديهم مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD) أو للذين يعانون من سرطان الرئة ونسأل الله الشفاء لهم.