الولايات المتحدة المتنافسة
يلاحظ الباحث في اقتصاد الولايات المتحدة استقلالية اقتصاد كل ولاية والتنافس بينها، فتجده على مستوى المدارس والجامعات والأندية الرياضية ويصل للأحزاب السياسية. التنافس الاقتصادي غير ظاهر إعلاميا، ولكنه موجود وبشراسة فنجد أن كل ولاية تستغل ميزاتها التنافسية وتركز عليها حتى تقوم بترسيخها في ثقافة سكانها.
يلاحظ الباحث في اقتصاد الولايات المتحدة استقلالية اقتصاد كل ولاية والتنافس بينها، فتجده على مستوى المدارس والجامعات والأندية الرياضية ويصل للأحزاب السياسية. التنافس الاقتصادي غير ظاهر إعلاميا، ولكنه موجود وبشراسة فنجد أن كل ولاية تستغل ميزاتها التنافسية وتركز عليها حتى تقوم بترسيخها في ثقافة سكانها.
السبت - 17 أكتوبر 2015
Sat - 17 Oct 2015
يلاحظ الباحث في اقتصاد الولايات المتحدة استقلالية اقتصاد كل ولاية والتنافس بينها، فتجده على مستوى المدارس والجامعات والأندية الرياضية ويصل للأحزاب السياسية. التنافس الاقتصادي غير ظاهر إعلاميا، ولكنه موجود وبشراسة فنجد أن كل ولاية تستغل ميزاتها التنافسية وتركز عليها حتى تقوم بترسيخها في ثقافة سكانها.
بعض الولايات لديها ميزات تنافسية طبيعية، كونها تقع على الساحل، فنجد أن الصيد يمثل ثقلا كبيرا لاقتصادها أو تكون ولاية ذات أرض خصبة فنجد أن الزراعة الرافد الأكبر لاقتصادها. في المقابل بعض الولايات ليس لديها ميزة تنافسية طبيعية فنجدها حددت لنفسها هدفا على مر السنوات بأن تكون المركز المالي الأول أو الوجهة الترفيهية الأجمل.
أمريكا بلد تجاري تقني فلا عجب أن تكون ولاية كاليفورنيا الأقوى اقتصاديا بناتج محلي 2.3 تريليون دولار سنويا أي أنها لو كانت مستقلة فسوف تكون ثامن أقوى دولة اقتصادية في العالم، فهناك ولدت أبل وقوقل وفيس بوك وتويتر وسناب شات وأوبر.
ولاية تاكسس في المقابل ومنذ اكتشاف النفط استغلت ذلك في نهضة الولاية حتى أصبحت ثاني أكبر ولاية في أمريكا بناتج محلي بلغ العام الماضي 1.65 تريليون دولار، واليوم يوجد في ولاية تاكسس أكبر عدد للشركات المدرجة في مؤشر Fortune 500 ذلك لأنها لم تعتمد على النفط فقط، وإنما على الرعي أيضا فهي أكبر ولاية منتجة للأغنام.
ولاية نيويورك ليست نفطية ولكنها استطاعت أن تجعل نفسها لاعبا رئيسيا في عالم المال حتى أصبحت مدينة نيويورك أقوى مدينة اقتصادية في العالم، فالقيمة السوقية للشركات المدرجة في بورصتها تبلغ 20 تريليون دولار، والشركات المدرجة في بورصة ناسداك يبلغ عددها أكثر من 3000 شركة، ولتوضيح الصورة فإن الشركات المدرجة في سوق الأسهم السعودي تبلغ حوالي 160 شركة.
عند الذهاب جنوبا نجد أن ولاية فلوريدا استغلت أجواءها الدافئة والساحلية بأن تكون الولاية السياحية الأولى بجذبها لكبرى شركات الترفيه، فنجدها تحتضن Disney التي بدأت من كالفورنيا ولكن فرعها في فلوريدا أصبح الأكبر والأكثر زيارة في العالم بأكثر من 50 مليون شخص سنويا. ولاية واحدة مثل فلوريدا تستقبل سنويا 100 مليون سائح يضيفون لاقتصادها 70 مليار دولار. فلوريدا وكعادة باقي الولايات لا تعتمد على مصدر واحد للدخل فنجدها أكبر منتج للفواكه الحمضية في أمريكا وخاصة البرتقال.
هناك العديد من الولايات التي تجد صعوبة في إيجاد ميزة تنافسية لندرة مواردها الطبيعية وسوء موقعها الجغرافي ولكنها لم تستسلم، فالبيئة التنافسية عالية ولا بد من إثبات الذات. ولاية كنتاكي أقنعت كبرى مصنعي السيارات برخص أراضيها ووفرة الأيدي العاملة لديها حتى أصبحت رابع أكبر ولاية لتجميع السيارات. ولاية نيفادا التي تقع وسط الصحراء أوجدت لنفسها ميزة تنافسية بالسماح للقمار عام 1931 فقد ظلت لفترة طويلة لا يميزها سوى إنتاج الذهب، فهي تنتج 80% من كامل إنتاج أمريكا من الذهب، وهو ما تقارب قيمته 3 مليارات دولار سنويا، في حين أن صناعة القمار تدر للولاية 13 مليار دولار سنويا. تنافس إيجابي مهم وهو في اعتقادي سر نجاح أمريكا.