بيت المشاط في جدة مقصد زائري الحرم المكي (3-8)

أسرة المشاط من الأسر العربية القرشية، هاجرت في بداية الفتوح الإسلامية إلى الأندلس، وذلك كحال كثير من البطون والفروع القرشية، واستقرت الأسرة في مكة المكرمة في القرن الـ12

أسرة المشاط من الأسر العربية القرشية، هاجرت في بداية الفتوح الإسلامية إلى الأندلس، وذلك كحال كثير من البطون والفروع القرشية، واستقرت الأسرة في مكة المكرمة في القرن الـ12

السبت - 17 أكتوبر 2015

Sat - 17 Oct 2015



أسرة المشاط من الأسر العربية القرشية، هاجرت في بداية الفتوح الإسلامية إلى الأندلس، وذلك كحال كثير من البطون والفروع القرشية، واستقرت الأسرة في مكة المكرمة في القرن الـ12.

استقر الأديب والفقيه المالكي أحمد المشاط بجدة، بعد عودة أسرته من الأندلس إلى مكة في القرن الـ12، وكان من أعيان التجار بها.

وأصبح بعد ذلك شيخا للتجار، ومن أصحاب السفن التجارية الكبيرة، واستهدف بتجارته تموين البلد الحرام بما يحتاج إليه من أقوات، ولكثرة رحلاته كانت توكل إليه المراسلات الرسمية، ونقل الأموال بين ولاية الحجاز وغيرها من الولايات العثمانية.

وعرف عنه الأمانة وكثرة السفر والترحال، والعلاقات المتينة مع كبار رجال الدولة والمثقفين والأدباء، وكان كثير منهم عند وصولهم إلى جدة يقصدون منزله، حتى إن زوجة الخديوي عباس عندما حجت سنة 1279 نزلت في بيته بجدة، كما زار منزله ضياء الدين الكوازي صاحب الرحلة الكوازية سنة 1290، والذي أشار إلى ذلك في ثنايا رحلته، وكان على علاقة قوية بمؤسس جريدة الجوائب العثمانية أحمد فارس الشدياق وله معه مراسلات.

وأوكلت إليه الحكومة أمر تأجير البواخر المصرية والحجازية والإشراف على نقل الحجاج بها، وكان أهل الحجاز يعولون عليه كثيرا في إرسال ما يريدون إرساله إلى الخارج، خاصة العلماء والأدباء، حيث كان يقوم بطباعة مؤلفاتهم في مصر، كما كان أهالي مكة يقصدون منزله بجدة، ويستضيفهم فترة وجودهم هناك.

وذكره محمد نصيف في مقال له نشر بمجلة المنهل عام 1387، بأنه وبعد أزمة المياه التي حصلت بجدة في بعض السنين، بنى أحمد المشاط ثلاثة صهاريج كبيرة للمياه خارج جدة للقضاء على تلاعب التجار بأسعار المياه، وحل أزمة المياه المتكررة وكلف بناؤها 16 ألف جنيه ذهبي.

وظل المشاط على ما هو عليه من الجود والكرم وعمل الخير حتى وفاته في أول العشر الأواخر من رمضان سنة 1302، معقبا ابنه طاهر الذي ورث عنه هذه الخصال، واشتغل بالتجارة من بعده.



[email protected]