أساطير بني هلال.. باقية وتتمدد!

لقد كانت وما زالت حكايات وأساطير بني هلال..هي المسيطرة على وجدان المجتمع القبلي وعلى مجالسه وموروثه المتناقل جيلا بعد جيل حتى تاريخنا اليوم، ولا تجد إقليما في الجزيرة العربية سواء في الحجاز أو نجران أو عسير أو نجد أو جازان إلا ويدعي ساكنوه أن من كانوا يسكنون ديارهم قبلهم هم بنو هلال ورحلوا عنها بعد عقاب إلهي! وتجدهم يشيرون لصخرة عظيمة ويقولون هذه (صفا أبوزيد) وبئر عميقة ويقولون (بئر أبوزيد)، وحجارة ضخمة على شكل قدور ويقولون (محانذ أبوزيد)! حتى اقترن كل شيء ضخم مهول ببني هلال وأبوزيد دون مراجعة أو تمحيص في حقيقة هذه الآثار التاريخية.

لقد كانت وما زالت حكايات وأساطير بني هلال..هي المسيطرة على وجدان المجتمع القبلي وعلى مجالسه وموروثه المتناقل جيلا بعد جيل حتى تاريخنا اليوم، ولا تجد إقليما في الجزيرة العربية سواء في الحجاز أو نجران أو عسير أو نجد أو جازان إلا ويدعي ساكنوه أن من كانوا يسكنون ديارهم قبلهم هم بنو هلال ورحلوا عنها بعد عقاب إلهي! وتجدهم يشيرون لصخرة عظيمة ويقولون هذه (صفا أبوزيد) وبئر عميقة ويقولون (بئر أبوزيد)، وحجارة ضخمة على شكل قدور ويقولون (محانذ أبوزيد)! حتى اقترن كل شيء ضخم مهول ببني هلال وأبوزيد دون مراجعة أو تمحيص في حقيقة هذه الآثار التاريخية.

الاثنين - 12 أكتوبر 2015

Mon - 12 Oct 2015



لقد كانت وما زالت حكايات وأساطير بني هلال..هي المسيطرة على وجدان المجتمع القبلي وعلى مجالسه وموروثه المتناقل جيلا بعد جيل حتى تاريخنا اليوم، ولا تجد إقليما في الجزيرة العربية سواء في الحجاز أو نجران أو عسير أو نجد أو جازان إلا ويدعي ساكنوه أن من كانوا يسكنون ديارهم قبلهم هم بنو هلال ورحلوا عنها بعد عقاب إلهي! وتجدهم يشيرون لصخرة عظيمة ويقولون هذه (صفا أبوزيد) وبئر عميقة ويقولون (بئر أبوزيد)، وحجارة ضخمة على شكل قدور ويقولون (محانذ أبوزيد)! حتى اقترن كل شيء ضخم مهول ببني هلال وأبوزيد دون مراجعة أو تمحيص في حقيقة هذه الآثار التاريخية.

ولو اقتصر هذا الأمر على الأميين من البدو وشيبان القرى غير المتعلمين لهان الأمر وقلنا لا حرج عليهم، ولكن عندما تتسرب هذه الخرافات للمتعلمين من أبنائهم ويتبنونها حاليا في ذكر موروثهم أو ينسب بعضهم نفسه لهم ويدعي أنه من بقايا بني هلال كناية عن القدم في مكانه ودليل على أصالته فعندئذ يجب علينا بالقلم أو بالسنان أن نحق الحق ونعيده لأصحابه دون تزييف أو تحريف.

والحقيقة أن بني هلال هي قبائل عربية عدنانية سكنت شمال بيشة، طبيعتها بدوية ترحل بأفرادها وأنعامها تتبع القطر أينما نزل والكلأ حيثما نبت ما بين يثرب ومكة وبين البصرة ونجد، وقد عاصرت الخلافة الأموية ثم العباسية ودخلت معها في صدام وشد وجذب بسبب قطعها الطريق على الحجاج! وحالفت القرامطة في القطيف وناصرتهم حتى ساد الجزيرة العربية أبناء قرمط.

ومن ثم استعان بهم الخليفة الفاطمي المستنصر سنة 441هـ هم وبنو سليم وأرسلهم إلى برقا وتونس لإخضاعها له بعد تمرد المعز بن باديس، وبالفعل اجتاحت قبائل بنو هلال وسليم ليبيا وبرقا وتونس وانتصروا هناك على قبائل البربر وزناتة وصنهاجة وقطنوها عنوة بعد حروب مريرة، وما زالوا بها حتى اليوم، ومن عقبهم ظهر البطل أسد الصحراء (عمر المختار الهلالي) الليبي المشهور.

ومن أراد الاستزادة حول تفصيل أنسابهم وتاريخهم وقصائد تغريباتهم يجدها مذكورة في تاريخ ابن خلدون مما لا يدع لأي متكهن قولا جديدا ويزيل اللبس والشك وينهي الخرافة.

وأقول: إن العقل إن استدرك ماضيه المكاني والزماني باستفهاماته وتأملاته الطبيعية وبدأ يفتح صفحة للمعاينة والتحقيق في كل ما سمعه وآمن به واكتشف أن موروثه المكاني والإنساني مختلط بخرافة محلية الصنع ينقلها له سبب وجوده الوالدان ويؤكدها شفهيا محيطه ومجتمعه دون تحقق، له أثر على العقل الباطن ويؤدي إلى إذابة حالة اليقين الطاغية لدى الفرد وتوليد حالة الشك الكامنة فيه، وهو ما سيؤول إلى انحراف زوايا رؤيته للأشياء ويكون حاله حال الذي سيعيد ضبط المصنع لجهازه الفكري ويبدأ من الصفر في التحقق من كل شيء ابتداء من سؤال نفسه هل نحن قبل بني هلال أم هم قبلنا وهل أنا من بقاياهم أم لا! ومن ثم يمر بمنعرج اللوى بالسؤال الشهير هل البيضة قبل الدجاجة أم العكس..إلى أن يصل إلى مقصلات نيتشه الفلسفية وأسئلة الطبيعة والتحقق من الكون ووجوده، والسبب في كل ذلك خلل موروث ترسب في العقل الباطن واعتبره من المسلمات وبعد أزمان وجدها خرافة! مما جعله يبدأ التنقيب في جميع رواسب الثقافة المحلية في الزاوية الضيقة من دماغه!وعلى المتعلم ألا ينقل مثل هذه الخرافات في المجالس ولينشد العلم من أهله وسط طيات الكتب التي لا يكلف نفسه عناء البحث والتفتيش فيها ويكتفي بما حكت له جدته وجده من حكايات ليعرف موروثه المكاني وينقله دون مواربة أو تحليل!وأختم بما ختم به أبوزيد الهلالي إحدى قصائده:أودعتكم الله ربي وخالقي ومن يلتجي بالله ما راح خايب