سلبية تكثف الإعلام السياسي على المجتمع

اضطراب دول المنطقة العربية منذ تولد أزمة ما سمي الربيع العربي، أدى إلى تزايد وتيرة الضغط الإعلامي السلبية على رفاهية التعاطي العقلي الفردي معها داخل شرائح المجتمع على اختلاف فئاته العمرية وتنوع اهتماماته الفكرية

اضطراب دول المنطقة العربية منذ تولد أزمة ما سمي الربيع العربي، أدى إلى تزايد وتيرة الضغط الإعلامي السلبية على رفاهية التعاطي العقلي الفردي معها داخل شرائح المجتمع على اختلاف فئاته العمرية وتنوع اهتماماته الفكرية

الأحد - 11 أكتوبر 2015

Sun - 11 Oct 2015



اضطراب دول المنطقة العربية منذ تولد أزمة ما سمي الربيع العربي، أدى إلى تزايد وتيرة الضغط الإعلامي السلبية على رفاهية التعاطي العقلي الفردي معها داخل شرائح المجتمع على اختلاف فئاته العمرية وتنوع اهتماماته الفكرية.

فتعاقب الأحداث السريع بإيقاعه السلبي على مستوى الأمن ودمار البلدان وإزهاق الأرواح وتشريد الهوية العربية واستنبات بذرة التمزيق الطائفي عمل على اختطاف الأمل والإيجابية بنفس طويل من أفراد المجتمع، برغم أن ما يجري من مشاكل في العالم العربي تخص في المقام الأول سكان تلك البلدان ومن ثم لا تخص في شأنها أفراد المجتمع الداخلي وإنما تخص في شأنها المجتمع الدولي وجامعة الدول العربية لتفعيل العملية السياسية والبحث عن حلول لأزمات تلك البلدان المنكوبة.

ما يجري على مدى السنوات الأخيرة من تشبيع إعلامي سلبي لعواطف أفراد المجتمع العامة يمكن أن يقود المجتمع إلى الإحساس الملموس والواقعي لما يشعر به مواطنو البلدان المنكوبة، والذي ربما سيقود طيف كبير من المجتمع استماتة الإحساس بمقدرات وطنه وبالخير الذي ينعم فيه، لأن حواس الامتنان والشكر والإيجابية والرغبة في النهوض بالمجتمع لا يمكن عزلها في هذه الحالة داخل المجتمع عما يمليه عليها الإعلام السياسي بثقله الدامي والكارثي.

فيجد الفرد نفسه على مدار اليوم أمام غزو حقيقي بالسلبية الإعلامية من كل الاتجاهات، من الإعلام التقليدي كالإذاعة والتلفزيون والصحف إلى الإعلام التفاعلي في تويتر والفيس بوك واليوتيوب وانستقرام وسناب شات.

تقوم مواد الإعلام المكثفة في غارتها على محاولة قتل واحتضار المواطن عاطفيا، الحرب على الأرض هناك وفقدان الإحساس بالطمأنينة والأمان داخل الأنفس هنا، مما أدى إلى شغلها عن حقيقة اللحظة الراهنة.

مع هذه الجرعات السامة سيفقد الفرد تدريجيا إيجابياته الفطرية في التعاطي مع مفردات الحياة الخاصة به في بلده البعيد تماما عن النزاع والماضي قدما نحو الأمام.

نحتاج إلى إعلام من شقين: إعلام إيجابي منوع يهتم بالداخل ويثير قضاياه الاجتماعية المهمة، وإعلام خارجي قوي يضرب الللوبيات الإعلامية الخارجية الشرسة المحاربة لنا.

نحتاج اليوم أن نذكر القائمين على مفاصل صناعة المادة الإعلامية في الإعلام التقليدي والتفاعلي الموجه لنا من قنوات وصحافة وبرامج أن يعي أننا بحاجة إلى أن يعي الشباب إيجابية قيمة الوطن والمواطنة والاهتمام بشأنه الداخلي.

لقد تعدى أمر الغواية السلبية في تأويل الحدث السياسي إلى سماع نبره عالية للإسلام السياسي المريض، والذي لا ينشط إلا في حالة وجود المغذي له من الأحداث السياسية الحربية المحيطة بالعالم العربي.

النظرة للعالم العربي يجب أن تتغير في نظرة الفرد داخل المجتمع، للعالم الخارجي سلك ديبلوماسي متمكن وطني يعمل بجهود جبارة لصناعة القرار على أن المملكة أساسا وفق كلمة الملك سلمان ليست من تبحث عن الدور إنما الدور هو من يأتي لها.

كما أن في داخل المجتمع نخبا ثقافية تمارس دورها في التحليل السياسي والتنبؤات والتوعية الثقافية الموضوعية تظهر دوما بلغتها الحصيفة على وسائل الإعلام يجدر أن يلقى عليها الضوء، حتى تخف إيقاعات السلبية الإعلامية السياسية على أدمغة أفراد المجتمع ولكي لا يكونوا عرضة التجييش وتبني التزييف ضد وطنهم من أجل مغيبات لا يفقهون فيها.