بروكينجز: استبداد إردوغان يفاقم أزمة كورونا بتركيا
توقع أن تؤدي سياسته الديكتاتورية إلى عزل بلاده وغرقها في المشاكل
الاحد / 24 / رمضان / 1441 هـ - 22:30 - الاحد 17 مايو 2020 22:30
قال مركز بروكينجز الأمريكي للأبحاث إن استبداد الرئيس التركي رجب طيب إرودغان ساهم في تفاقم أزمة فيروس كورونا المستجد (كوفيد ـ 19)، متوقعا أن يعاني الاقتصاد طويلا في الفترة المقبلة.
وقال كمال كيرسيجي، المحلل بمركز السياسة الخارجية حول الولايات المتحدة وتركيا إن «استجابة تركيا للوباء اتسمت بتوتر بين نهج يستند للعلم يعتمده وزير الصحة فخر الدين كوجه، وآخر تدريجي صاغته أولويات إردوغان السياسية، يعتمد على استدامة حكم الرجل الأوحد عبر إنقاذ الاقتصاد وإرضاء قاعدته الدينية المحافظة. وفيما بدأت البلاد تستعيد نشاطها العادي، توحي سياسات إردوغان وحديثه بأنه يفترض بتركيا توقع المزيد من السياسات الاستبدادية»، ويشكك في أن هذا سوف يساعد على حل مشاكل تركيا الاقتصادية والسياسية المستمرة التي فاقمها الوباء.
تناقض وتراجع شعبية
وفي تناقض حاد لنهج إردوغان، اكتسب أسلوبه عشوائية كبيرة، وقد ساعده ذلك على كسب ثقة احتاج إليها لإقناع الشعب التركي بالامتثال لمجموعة من الإجراءات الحكومية بدءا من التباعد الاجتماعي وصولا إلى إغلاق الأماكن العامة وحظر السفر، وحظر التجول، وظهر من خلال استطلاع حديث للرأي أن الثقة بوزير الصحة التركي وصلت إلى 75%، وهو مستوى استثنائي على عكس تراجع الثقة في الرئيس، ولكن يبقى كوجه خاضعا بشكل لا لبس فيه لإردوغان وأولوياته السياسية، وشكلت الأزمة معضلة للرئيس التركي بين إنقاذ حياة مواطنيه وإنقاذ الاقتصاد.
ووفق الكاتب، أصبح التناقض بين أسلوب إردوغان ووزير صحته مصدرا آخر لتدابير غير متناسقة وتدريجية، فقد امتازت استجابته الأولية للوباء في 18 مارس بتناقض شديد، لأنه فيما دعا الناس للبقاء في بيوتهم وتجنب السفر، أعلن، في الوقت نفسه، تخفيضا كبيرا في الضرائب على السفر الجوي وقطاع الفنادق من أجل تحفيز الاقتصاد. كما شملت الاستجابة وضع برنامج تحفيز اقتصادي بكلفة 15 مليار دولار بما يعادل 2% فقط من الناتج الإجمالي المحلي، وهو مبلغ ضئيل مقارنة مع رزم تحفيز اعتمدتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول المنطقة، ويكشف مدى ضعف الموارد الخاصة بالحكومة، وبالتالي الضغط من أجل إبقاء الاقتصاد مفتوحا.
غرق في المشاكل
ولفت الكاتب نفسه في مقال نشرته أخيرا مجلة «إيكونوميست» البريطانية، إلى سعي المستبدين في العالم للاستفادة من فيروس كورونا لانتزاع السلطة، وقال «بالنسبة لإردوغان، يبدو أن الأهم هو منع الفيروس من تقويض حكم الرجل الواحد، واستباق تحديات مستقبلية، ولذلك، يبدو أن تلك الأهداف هي ما جعلت نهج إردوغان يستند لخطوات تدريجية ومتزايدة مقارنة مع ما اعتمدته دول أخرى كألمانيا وكوريا الجنوبية وتايوان».
وفقا للكاتب، من الصعب معرفة كيف ستتمكن تركيا من التعافي من الخسائر الفادحة التي يسببها فيروس كورونا على البلاد، وما يرافقها من مشاكل اقتصادية، ولكن إذا واصل إردوغان فرض مزيد من سياساته التسلطية، حكم الرجل الأوحد، سيكون الانتعاش الاقتصادي صعبا على نحو مضاعف، وقد ينتج عنه انكفاء تركيا على ذاتها، وغرقها في المشاكل، وتصبح عاجزة عن لعب دور بناء في إعادة تشكيل نظام عالمي لما بعد كورونا يثمن الديمقراطية وحكم القانون وتنمية اقتصادية مستدامة.
أوهام الرئيس
ويلفت التقرير الذي نقله موقع «24» الإماراتي، إلى أنه عندما تفشى الفيروس في الصين، ظن عدد كبير من الأتراك أن البلاد لن تتأثر بانتشار الفيروس، ووصل الأمر إلى درجة أنه لغاية منتصف مارس توقع الرئيس التركي واهما أن تعود الأزمة بمكاسب اقتصادية على تركيا، وأهدر وقتا ثمينا إلى أن أعلنت منظمة الصحة العالمية رسميا أن الوباء عالمي، وتصادف ذلك في نفس اليوم الذي أعلن عن أول إصابة في تركيا، وتم الاعتراف بضعف البلاد، وبعد أسبوعين، لم يكن الرئيس قد أدرك تماما شدة الوضع عندما توقع، في خطاب وجهه إلى الشعب التركي، أن البلاد سوف تتخلص من الأزمة خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
وأشار التقرير إلى أن إردوغان واصل فرض مزيد من سياساته التسلطية، في ظل حكم الرجل الأوحد، حيث سيكون الانتعاش الاقتصادي صعبا على نحو مضاعف، وقد ينتج عنه انكفاء تركيا على ذاتها، وغرقها في المشاكل، لاسيما بعدما باتت تركيا من الدول الثماني الأولى في الإصابات بكورونا.
وقال كمال كيرسيجي، المحلل بمركز السياسة الخارجية حول الولايات المتحدة وتركيا إن «استجابة تركيا للوباء اتسمت بتوتر بين نهج يستند للعلم يعتمده وزير الصحة فخر الدين كوجه، وآخر تدريجي صاغته أولويات إردوغان السياسية، يعتمد على استدامة حكم الرجل الأوحد عبر إنقاذ الاقتصاد وإرضاء قاعدته الدينية المحافظة. وفيما بدأت البلاد تستعيد نشاطها العادي، توحي سياسات إردوغان وحديثه بأنه يفترض بتركيا توقع المزيد من السياسات الاستبدادية»، ويشكك في أن هذا سوف يساعد على حل مشاكل تركيا الاقتصادية والسياسية المستمرة التي فاقمها الوباء.
تناقض وتراجع شعبية
وفي تناقض حاد لنهج إردوغان، اكتسب أسلوبه عشوائية كبيرة، وقد ساعده ذلك على كسب ثقة احتاج إليها لإقناع الشعب التركي بالامتثال لمجموعة من الإجراءات الحكومية بدءا من التباعد الاجتماعي وصولا إلى إغلاق الأماكن العامة وحظر السفر، وحظر التجول، وظهر من خلال استطلاع حديث للرأي أن الثقة بوزير الصحة التركي وصلت إلى 75%، وهو مستوى استثنائي على عكس تراجع الثقة في الرئيس، ولكن يبقى كوجه خاضعا بشكل لا لبس فيه لإردوغان وأولوياته السياسية، وشكلت الأزمة معضلة للرئيس التركي بين إنقاذ حياة مواطنيه وإنقاذ الاقتصاد.
ووفق الكاتب، أصبح التناقض بين أسلوب إردوغان ووزير صحته مصدرا آخر لتدابير غير متناسقة وتدريجية، فقد امتازت استجابته الأولية للوباء في 18 مارس بتناقض شديد، لأنه فيما دعا الناس للبقاء في بيوتهم وتجنب السفر، أعلن، في الوقت نفسه، تخفيضا كبيرا في الضرائب على السفر الجوي وقطاع الفنادق من أجل تحفيز الاقتصاد. كما شملت الاستجابة وضع برنامج تحفيز اقتصادي بكلفة 15 مليار دولار بما يعادل 2% فقط من الناتج الإجمالي المحلي، وهو مبلغ ضئيل مقارنة مع رزم تحفيز اعتمدتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول المنطقة، ويكشف مدى ضعف الموارد الخاصة بالحكومة، وبالتالي الضغط من أجل إبقاء الاقتصاد مفتوحا.
غرق في المشاكل
ولفت الكاتب نفسه في مقال نشرته أخيرا مجلة «إيكونوميست» البريطانية، إلى سعي المستبدين في العالم للاستفادة من فيروس كورونا لانتزاع السلطة، وقال «بالنسبة لإردوغان، يبدو أن الأهم هو منع الفيروس من تقويض حكم الرجل الواحد، واستباق تحديات مستقبلية، ولذلك، يبدو أن تلك الأهداف هي ما جعلت نهج إردوغان يستند لخطوات تدريجية ومتزايدة مقارنة مع ما اعتمدته دول أخرى كألمانيا وكوريا الجنوبية وتايوان».
وفقا للكاتب، من الصعب معرفة كيف ستتمكن تركيا من التعافي من الخسائر الفادحة التي يسببها فيروس كورونا على البلاد، وما يرافقها من مشاكل اقتصادية، ولكن إذا واصل إردوغان فرض مزيد من سياساته التسلطية، حكم الرجل الأوحد، سيكون الانتعاش الاقتصادي صعبا على نحو مضاعف، وقد ينتج عنه انكفاء تركيا على ذاتها، وغرقها في المشاكل، وتصبح عاجزة عن لعب دور بناء في إعادة تشكيل نظام عالمي لما بعد كورونا يثمن الديمقراطية وحكم القانون وتنمية اقتصادية مستدامة.
أوهام الرئيس
ويلفت التقرير الذي نقله موقع «24» الإماراتي، إلى أنه عندما تفشى الفيروس في الصين، ظن عدد كبير من الأتراك أن البلاد لن تتأثر بانتشار الفيروس، ووصل الأمر إلى درجة أنه لغاية منتصف مارس توقع الرئيس التركي واهما أن تعود الأزمة بمكاسب اقتصادية على تركيا، وأهدر وقتا ثمينا إلى أن أعلنت منظمة الصحة العالمية رسميا أن الوباء عالمي، وتصادف ذلك في نفس اليوم الذي أعلن عن أول إصابة في تركيا، وتم الاعتراف بضعف البلاد، وبعد أسبوعين، لم يكن الرئيس قد أدرك تماما شدة الوضع عندما توقع، في خطاب وجهه إلى الشعب التركي، أن البلاد سوف تتخلص من الأزمة خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
وأشار التقرير إلى أن إردوغان واصل فرض مزيد من سياساته التسلطية، في ظل حكم الرجل الأوحد، حيث سيكون الانتعاش الاقتصادي صعبا على نحو مضاعف، وقد ينتج عنه انكفاء تركيا على ذاتها، وغرقها في المشاكل، لاسيما بعدما باتت تركيا من الدول الثماني الأولى في الإصابات بكورونا.