طويل العمر المصمك!!

فتحت الهيئة العامة للسياحة والآثار متحف (المصمك) للزوار، طيلة أيام عيد الأضحى المبارك، المتزامن مع الذكرى الـ(85) لتوحيد الوطن الأمجد.

فتحت الهيئة العامة للسياحة والآثار متحف (المصمك) للزوار، طيلة أيام عيد الأضحى المبارك، المتزامن مع الذكرى الـ(85) لتوحيد الوطن الأمجد.

الاثنين - 28 سبتمبر 2015

Mon - 28 Sep 2015



فتحت الهيئة العامة للسياحة والآثار متحف (المصمك) للزوار، طيلة أيام عيد الأضحى المبارك، المتزامن مع الذكرى الـ(85) لتوحيد الوطن الأمجد.

ويقف (المصمك) على (120) عاماً شاهداً فريداً على ملاحم الدولة السعودية، منذ تلك الليلة الفارقة في جبين التاريخ، حين استرد الملك عبدالعزيز ملك أجداده، صباح السادس من شوال (1319هـ) الموافق (15 يناير 1902م)!

ويشهد شهادةً خاصة على ما قام به الملك سلمان، حين كان أميراً للرياض، من جهود ثقافية تأريخية، تكللت بصيانة الهوية الوطنية العريقة للرياض، من عبث الإنسان وتغير الزمان؛ إذ وجَّه بعدم إزالة أي أثر، وعدم إضافة أي بناء حديث لمنطقة (قصر الحكم)، ما جعلها مميزة في كل شيء؛ حتى الشمس ـ اللاهبة خارجها ـ ترمقها بحنانٍ ولطف، بحيث يمكنك في عز القيظ الركون إلى ظل نخلةٍ أو شجرة؛ مترنِّماً بأغنية (الحلا كله): هب الغربي وطاب النوم/ واخذتني الغفوية!!

وقد يعرف الجميع هذه (الغفوية الفيروزية) ما عدا الدكتور (ناصر عبدالكريم العريفي) ـ مدير متحف المصمك ـ وزملاءه، الذين فوجئوا بالأعداد الهائلة من الزوار، من مختلف المناطق والجنسيات؛ فمن الصعب أن يثني أحدهم ركبتيه إلا في الصلاة، دون أن تفارق الابتسامة محياه!!

ولكن ـ مهما طال الزمن ـ ستأتي الليلة التي يشعر فيها (أبوعبدالكريم) أنه محسود على ما هو فيه اليوم! لحظة يخلو المصمك من كل البشر، ويطفئ هو الأنوار، ويسترخي ويغمض عينيه، ويستنشق عبق ليلة فتح الرياض الملحمية: ها هو عبدالعزيز ومن معه من (كوماندوز) ـ هم صفوة فرسان (آل سعود) ـ يقتحمون الحصن، فيرسل (فهد بن جلوي) حربته ويتلافاها الخصم الشرس، وتظل عالقةً في الباب إلى اليوم، ويلحق به عبدالعزيز وينجو، ولكن (عبدالله بن جلوي) ينطلق كالفهد تحت وابل الرصاص ويرديه قتيلاً بمسدسه، وتستسلم الحامية القوية، ومع بزوغ الشمس ينادي المنادي: الملك لله ثم لعبد العزيز ابن سعود، ويتهافت الشعب المتعطش للعدل والأمان مبايعاً، و.. يستيقظ (ناصر) على جلبة زوار يومٍ جديد..

لقد كان في حلم (فيلم) سينمائي درامي، طالما دعونا إليه بعنوان: (مساء الفداء/ صباح الوفاء)!

ولعل الزميل الفنان (أمجد المنيف) يفكر في إنتاجه الآن ليعرض العام القادم!!