النفخ في زبادي المتشددين الجدد!
سنابل موقوتة
سنابل موقوتة
الثلاثاء - 10 أبريل 2018
Tue - 10 Apr 2018
سأطلق طيب الذكر بان كي مون الذي بداخلي وأعرب عن قلقي من بعض التغيرات «الفكرية» التي تحدث في السعودية، ليس لأني ضد التغيير، ولكن لأني إنسان يخاف أكثر مما يفكر، وهذه مشكلة بالطبع.
أنا ببساطة ذلك «المواطن» الذي لدغته حية التطرف ولسعته «شربة» التشدد، ولذلك أبدو وجلا خائفا من جرة حبل التطرف المضاد، وأنفخ في زبادي «المتشددين الجدد».
أنا مع كل التغيرات التي تحدث، حتى إن البعض كان يصفني بأني «معارض» حين كنت أطالب بها في أعوام مضت، وهذا أمر طريف بالفعل لأني أجبن من أن أعترض حتى على وجبة الغداء التي أجدها حين أعود للمنزل، أما القدرة على الاعتراض على أمور تقع خارج أسوار منزلنا فهذا أمر لا طاقة لي حتى على مجرد التفكير فيه.
لكني مع هذا أحتاج إلى سبورة وأقلام ملونة أكثر من حاجتي إلى مساحة بيضاء أكتب فيها مقالا أطرح فيه تساؤلاتي على «بعض الناس».
أريد أن أسألهم، كيف تسللت إلى أذهانكم فكرة أن التخلص من «الصحوة» تعني التخلص من كل مظهر يدل على التدين، ومن الذي أوحى لكم أن الدولة أرادت أن توقف فرض خيارات تيار معين على الناس، لكي تستبدل ذلك بفرض خيارات تيار آخر؟!
الموضوع ليس معقدا كثيرا حتى يفهم بهذه الطريقة المريبة، ويمكن أن أرسم لكم على السبورة الافتراضية وبألوان زاهية هذه الفكرة اليسيرة السهلة. والتي تقول ببساطة إن تيارا معينا كان يفرض خياراته الشخصية وأسلوب حياته وفهمه للدين على الناس بالقوة، وكانت الدولة لأسباب كثيرة تغض الطرف عن هذا التيار. ثم قررت الدولة أن تقول لهذا التيار بشكل واضح وجلي: يكفي، خلوا بين الناس وبين خياراتهم. وعليكم بأنفسكم.
ولذلك فإنه غير مفهوم ـ بالنسبة لي على الأقل ـ أن تظن نفسك بديلا وأن خياراتك الشخصية هي البديل الذي يجب أن يفرض على الناس. وأن تمارس على الآخرين ضغوطا لفرض خياراتك بذات الطريقة التي كنت تشتكي منها، وتملأ بسببها الدنيا ضجيجا واحتجاجا، وأصبحت تصنف الآخرين بذات الطريقة التي كنت تتألم منها، فكل متدين في نظرك هو حزبي حركي منتم لجماعة ما، وكل مظهر للتدين هو محل شك حتى تثبت براءته، وأحيانا حتى وإن ثبتت براءته.
وعلى أي حال..
لو أني أستخدم سبورة بدل المقال لكتبت لهؤلاء بخط عريض وبلون مغاير وواضح: عيشوا حياتكم كما تريدون، واختاروا ما تريدون وارفضوا ما لا تريدون، لكن ارفعوا وصايتكم عن الناس، ودعوهم يفعلون ذات الشيء، فالتدين حرية شخصية هو أيضا ليس لكم الحق في السخرية ولا التشكيك ولا تخوين من يختاره طريقة للحياة.
أنا ببساطة ذلك «المواطن» الذي لدغته حية التطرف ولسعته «شربة» التشدد، ولذلك أبدو وجلا خائفا من جرة حبل التطرف المضاد، وأنفخ في زبادي «المتشددين الجدد».
أنا مع كل التغيرات التي تحدث، حتى إن البعض كان يصفني بأني «معارض» حين كنت أطالب بها في أعوام مضت، وهذا أمر طريف بالفعل لأني أجبن من أن أعترض حتى على وجبة الغداء التي أجدها حين أعود للمنزل، أما القدرة على الاعتراض على أمور تقع خارج أسوار منزلنا فهذا أمر لا طاقة لي حتى على مجرد التفكير فيه.
لكني مع هذا أحتاج إلى سبورة وأقلام ملونة أكثر من حاجتي إلى مساحة بيضاء أكتب فيها مقالا أطرح فيه تساؤلاتي على «بعض الناس».
أريد أن أسألهم، كيف تسللت إلى أذهانكم فكرة أن التخلص من «الصحوة» تعني التخلص من كل مظهر يدل على التدين، ومن الذي أوحى لكم أن الدولة أرادت أن توقف فرض خيارات تيار معين على الناس، لكي تستبدل ذلك بفرض خيارات تيار آخر؟!
الموضوع ليس معقدا كثيرا حتى يفهم بهذه الطريقة المريبة، ويمكن أن أرسم لكم على السبورة الافتراضية وبألوان زاهية هذه الفكرة اليسيرة السهلة. والتي تقول ببساطة إن تيارا معينا كان يفرض خياراته الشخصية وأسلوب حياته وفهمه للدين على الناس بالقوة، وكانت الدولة لأسباب كثيرة تغض الطرف عن هذا التيار. ثم قررت الدولة أن تقول لهذا التيار بشكل واضح وجلي: يكفي، خلوا بين الناس وبين خياراتهم. وعليكم بأنفسكم.
ولذلك فإنه غير مفهوم ـ بالنسبة لي على الأقل ـ أن تظن نفسك بديلا وأن خياراتك الشخصية هي البديل الذي يجب أن يفرض على الناس. وأن تمارس على الآخرين ضغوطا لفرض خياراتك بذات الطريقة التي كنت تشتكي منها، وتملأ بسببها الدنيا ضجيجا واحتجاجا، وأصبحت تصنف الآخرين بذات الطريقة التي كنت تتألم منها، فكل متدين في نظرك هو حزبي حركي منتم لجماعة ما، وكل مظهر للتدين هو محل شك حتى تثبت براءته، وأحيانا حتى وإن ثبتت براءته.
وعلى أي حال..
لو أني أستخدم سبورة بدل المقال لكتبت لهؤلاء بخط عريض وبلون مغاير وواضح: عيشوا حياتكم كما تريدون، واختاروا ما تريدون وارفضوا ما لا تريدون، لكن ارفعوا وصايتكم عن الناس، ودعوهم يفعلون ذات الشيء، فالتدين حرية شخصية هو أيضا ليس لكم الحق في السخرية ولا التشكيك ولا تخوين من يختاره طريقة للحياة.