قل للمليحة في الخمار الأسود: تستري يا مرة!
سنابل موقوتة
سنابل موقوتة
الأحد - 11 فبراير 2018
Sun - 11 Feb 2018
«رأي» الشيخ عبدالله المطلق عن لبس «العباءة» لم يكن رأيا جديدا أو غريبا أو غير واضح، هو تكلم عن أمر بديهي ولا أحد من الذين أوسعوه انتقادا ـ وشتما في بعض الأحيان ـ يجرؤ على القول بأن العباءة فرض على كل مسلمة تعيش في كوكب الأرض. وهذه هي الفكرة الجوهرية في رأي الشيخ المطلق الذي شدد كثيرا على مفهوم «الستر»، وكل ما يحقق هذه الفكرة فهو مباح ومتاح.
لكن المشكلة أن هناك قضايا ـ إن صحت التسمية ـ لا بد أن يكون الحديث فيها وفق ما يطلبه الجمهور، وأي خروج، حتى لو كان في اللفظ دون تغيير المعنى، يعني تجاوزا للخطوط الحمراء التي رسمت على مدار عقود في أذهان هذا الجمهور.
العباءة بلونها وشكلها الحالي هي تقريبا «الزي الرسمي» للمرأة السعودية، والارتباط به عادة يفرضها العرف والمجتمع، ولذلك يبدو محرجا ومعيبا وممنوعا حتى على الرجل أن يحضر مناسبة رسمية أو اجتماعية في كثير من المناطق دون أن يرتدي الثوب والغترة والعقال والبشت إن استطاع إلى ذلك سبيلا. وقد دعيت إلى مناسبة في إحدى المرات وحضرت دون لبس الشماغ فأشعرني بعض الحاضرين من خلال نظراتهم بأني دخلت مجلسهم بملابسي الداخلية.
ولكل مجتمع «عاداته» في اللبس التي يعتقد أنها دين، ففي أفغانستان الشقيقة على سبيل المثال تلبس النساء عباءة سماوية اللون، وهي ألطف وأكثر راحة من اللون الأسود في درجات الحرارة المرتفعة. وهذا يعني أن فكرة لون وشكل «اللبس» مقبولة بما أنها تحقق الهدف الرئيسي وهو «الستر» وهذا تقريبا هو ما قاله الشيخ المطلق الذي جعل بعضهم يفكر في إخراجه من الدين والملة.
وحدة وعنف «الجمهور» تجاه الآراء التي تبدو مخالفة أمر طبيعي لأن هذا هو ما تمت تربيتهم عليه لعقود، وحين يتعرض بعض المشايخ الفضلاء لمثل هذا العنف اللفظي فإن هذا يحدث تحت مظلة الحكمة العظيمة «خبز خبزتيه.. إلخ».
والدعوة لتقبل الآراء لا تعني بالضرورة أن البعض ليس لديه خلل في مفهوم الحرية، لأن الحرية لا تأتي وحدها، الحرية مرتبطة بالمسؤولية، وحرية دون مسؤولية شيء يشبه الصلاة دون وضوء. ولذلك تجد البعض يطالب أن تكون المرأة حرة في لبسها حتى لو كان «بدون هدوم»، ويطالب في الوقت نفسه بمعاقبة الرجل الذي يخرج للأماكن العامة بثياب النوم. (ثياب النوم نوع من اللباس يلبسه كثير من السعوديين في كل الأوقات ويخلعونه عند الذهاب للنوم)، وهذه حرية رأي منزوعة المبدأ.
وعلى أي حال..
كل ما ورد في هذا المقال وما قبله وما بعده ليس سوى رأيي الشخصي، وهذا يعني أنه يوجد احتمال ـ ضئيل بالطبع ـ أنه رأي غير صحيح. وتفنيد هذا الرأي وبيان بطلانه ليسا أمرا مهما ولن أشعر بالضيق والامتعاض وكراهية للحياة حين يحدث هذا.
الأسباب التي قد تؤدي إلى موتي كثيرة لكن ليس من ضمنها اكتشافي أن رأيي في قضية ما كان في واد والصواب في واد آخر، لو أن هذا الأمر يقتل لفعل ذلك بي منذ زمن.
agrni@
لكن المشكلة أن هناك قضايا ـ إن صحت التسمية ـ لا بد أن يكون الحديث فيها وفق ما يطلبه الجمهور، وأي خروج، حتى لو كان في اللفظ دون تغيير المعنى، يعني تجاوزا للخطوط الحمراء التي رسمت على مدار عقود في أذهان هذا الجمهور.
العباءة بلونها وشكلها الحالي هي تقريبا «الزي الرسمي» للمرأة السعودية، والارتباط به عادة يفرضها العرف والمجتمع، ولذلك يبدو محرجا ومعيبا وممنوعا حتى على الرجل أن يحضر مناسبة رسمية أو اجتماعية في كثير من المناطق دون أن يرتدي الثوب والغترة والعقال والبشت إن استطاع إلى ذلك سبيلا. وقد دعيت إلى مناسبة في إحدى المرات وحضرت دون لبس الشماغ فأشعرني بعض الحاضرين من خلال نظراتهم بأني دخلت مجلسهم بملابسي الداخلية.
ولكل مجتمع «عاداته» في اللبس التي يعتقد أنها دين، ففي أفغانستان الشقيقة على سبيل المثال تلبس النساء عباءة سماوية اللون، وهي ألطف وأكثر راحة من اللون الأسود في درجات الحرارة المرتفعة. وهذا يعني أن فكرة لون وشكل «اللبس» مقبولة بما أنها تحقق الهدف الرئيسي وهو «الستر» وهذا تقريبا هو ما قاله الشيخ المطلق الذي جعل بعضهم يفكر في إخراجه من الدين والملة.
وحدة وعنف «الجمهور» تجاه الآراء التي تبدو مخالفة أمر طبيعي لأن هذا هو ما تمت تربيتهم عليه لعقود، وحين يتعرض بعض المشايخ الفضلاء لمثل هذا العنف اللفظي فإن هذا يحدث تحت مظلة الحكمة العظيمة «خبز خبزتيه.. إلخ».
والدعوة لتقبل الآراء لا تعني بالضرورة أن البعض ليس لديه خلل في مفهوم الحرية، لأن الحرية لا تأتي وحدها، الحرية مرتبطة بالمسؤولية، وحرية دون مسؤولية شيء يشبه الصلاة دون وضوء. ولذلك تجد البعض يطالب أن تكون المرأة حرة في لبسها حتى لو كان «بدون هدوم»، ويطالب في الوقت نفسه بمعاقبة الرجل الذي يخرج للأماكن العامة بثياب النوم. (ثياب النوم نوع من اللباس يلبسه كثير من السعوديين في كل الأوقات ويخلعونه عند الذهاب للنوم)، وهذه حرية رأي منزوعة المبدأ.
وعلى أي حال..
كل ما ورد في هذا المقال وما قبله وما بعده ليس سوى رأيي الشخصي، وهذا يعني أنه يوجد احتمال ـ ضئيل بالطبع ـ أنه رأي غير صحيح. وتفنيد هذا الرأي وبيان بطلانه ليسا أمرا مهما ولن أشعر بالضيق والامتعاض وكراهية للحياة حين يحدث هذا.
الأسباب التي قد تؤدي إلى موتي كثيرة لكن ليس من ضمنها اكتشافي أن رأيي في قضية ما كان في واد والصواب في واد آخر، لو أن هذا الأمر يقتل لفعل ذلك بي منذ زمن.
agrni@