الجرائم البريدية

الثلاثاء - 06 فبراير 2018

Tue - 06 Feb 2018

لم يعد الإجرام اليوم تقليديا في آلياته أو أدواته لارتكاب الجريمة؛ لتوفر وسائل الإجرام بأيسر الطرق دون عناء، تبعا لاستقرار المجتمعات وزيادة عدد أفرادها وإقبالهم المضطرد على وسائل التكنولوجيا الحديثة، وقد صاحب ظهور البريد الالكتروني كوسيلة تعاملات عابرة للحدود أن طفت على السطح صور متنوعة من الجرائم التي تتم من خلاله؛ ومنها النصب والتحايل وغيرهما من الجرائم المتنوعة عبر الانترنت، وظلت تنتشر متنامية بشكل يومي كصورة من صور عدة لجرائم البريد الالكتروني.

وتتشابه الجرائم البريدية مع الجرائم المعلوماتية في أنها جرائم حديثة وتستخدم أجهزة الكمبيوتر، إلا أن هناك فوارق بينهما، منها أن الجرائم البريدية محلها المال المنقول المادي أو المعنوي، بينما الجريمة المعلوماتية تقتصر على المال المنقول المعنوي كالبيانات والمعلومات المخزنة فضلا عن أن القصد الجنائي الخاص في الجريمة البريدية هو الاستيلاء على الحيازة الكاملة لمال الغير، فيما يعد ذلك هو القصد الجنائي العام في الجرائم المعلوماتية، حيث يكتفى بالتلاعب في البيانات المخزنة في الكمبيوتر.

ويعد الانترنت عنصرا أساسيا للركن المادي لجريمة الاحتيال البريدية كسرقة البطاقات الائتمانية، أو نشر مواد إباحية تمس قيم المجتمع، وكان انتقال هذه الجرائم إلى البريد الالكتروني ـ بداية ظهورها ـ معتمدا على بساطة الناس وعفويتهم في صور متعددة، كإرسال رسائل على البريد الالكتروني تفيد بتهنئتهم لربحهم مبالغ مالية كبيرة من شركة يانصيب اختارتهم عشوائيا، ويطلب من المتلقي تزويدهم بأرقام حساباته في البريد الالكتروني وهاتفه وحسابه البنكي، أو يطلب تحويل مبلغ التحويل ليتم إرسال الإرسالية ثم يختفون أو أنهم قد تم اختيار بريدهم عشوائيا لتوزيع ثروة ملياردير توفي وليس له وريث.

وبهذا يتحقق الركنان الأولان للجريمة، وهما المادي والمعنوي، وتبقى النتيجة الجرمية المتمثلة بتسليم المال محل الجريمة، والتسليم في هذه الجرائم لا يكون إلا على مال منقول سواء كان التسليم ماديا أو حكميا، أو كانت يد المجني عليه على المال يد أمانة أو يد ضمان، وذهبت فيها التشريعات المقارنة إلى اتجاهات مختلفة إلا أن جريمة الاحتيال التي تقع على المال تظل جريمة ضرر لا يؤثر في قيامها هذا الاختلاف.

ونشير في الختام إلى صورة أخرى للجرائم البريدية، وهي الإرهاب الذي يرتبط بوسائل التقنية، سواء كان منطلقا من عالم مادي أو افتراضي، وهو لا يحتاج إلى استخدام العنف والقوة كممارسات الإرهاب التقليدية، إضافة إلى أنه متعد للحدود لا يخضع لنظام إقليمي محدد، وإن كان يتفق معه في أهدافه العامة المتمثلة في نشر الخوف والرعب بين الأشخاص والدول، والسعي للإخلال بالنظام العام والأمن المعلوماتي، وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر، أو إثارة الرأي العام وتهديد السلطات العامة.

1 الوصول للهوية الالكترونية للأفراد بطرق غير مشروعة ومعرفة بريدهم الالكتروني وكلمة السر للاستيلاء على معلوماتهم أو ملفاتهم أو استغلالها أحد أنواع هذه الجرائم.

2 قد تتوجه الجرائم البريدية لمهاجمة مواقع رسمية لبعض الجهات الحكومية لتدمير البنى التحتية لها وأنظمتها لأهداف سياسية.

3 يعد نقل البرامج الضارة لأجهزة المؤسسات العامة والخاصة وخلافها باستخدام الرسائل الالكترونية (E-MAIL ) من الجرائم البريدية.

4 قيام بعض القراصنة المحترفين بالهجوم على بعض الأنظمة أو المواقع الالكترونية لحرمانها من خدمات معينة لابتزاز أصحابها ماديا، نمط متكرر لهذا النوع من الجرائم.

[email protected]