أهمية المسجد النبوي الشريف

السبت - 03 فبراير 2018

Sat - 03 Feb 2018

احتلت العمارة الإسلامية مكانة مرموقة بين أطرزة العمران التي عرفتها الحضارات المتعاقبة، حيث إن جميع الأنماط العمرانية المختلفة كانت تخضع لعوامل عدة ترسم مسار اختلافها، منها العوامل البيئية والدينية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية وحتى المناخية في بعض الأحيان.

إلا أن هذه العوامل تكاد تكون متشابهة في معظم الأقطار الإسلامية، مما جعل الطراز العمراني الإسلامي يتسم بطابع موحد في جميع الأقطار الإسلامية، ونادرا ما كان يتميز قليلا بطابع محلي بين قطر وآخر متأثرا بالعوامل البيئية المحلية.

ومن هذه الأطرزة: طراز الجزيرة العربية، الطراز الشامي، الطراز العراقي، الطراز المصري، الطراز المغربي، الطراز الأندلسي، الطراز الفارسي، الطراز العثماني، الطراز الهندي.. وغيرها.

ومن أهم أطرزة الجزيرة العربية كانت عمارة المسجد النبوي الشريف، حيث احتل مكانة عظيمة في التاريخ وأهمية كبيرة في الحضارة العمرانية الإسلامية.

فكان مقرا للحكم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، والخلفاء الراشدين، وملتقى أهل الرأي والشورى، ومنطلق الأحداث الحاسمة في التاريخ الإسلامي، واتخذت فيه قرارات مصيرية غيرت وجه التاريخ، كما كان نواة المدينة المنورة، حيث تشكلت المدينة من حوله وتأثرت اتجاهات نموها بمجالاته وعظم صيتها وكبر ذكرها بوجوده، وكان للمجالس العلمية والحلقات الدينية التي تعقد في المسجد النبوي الشريف أثر كبير لجعل المدينة المنورة «المركز الديني المتميز في العالم الإسلامي».

برز المسجد النبوي الشريف في تاريخ العمارة الإسلامية عامة، وفي عمارة المساجد بخاصة، حيث كان النموذج الأول الذي انتقل إلى أنحاء العالم الإسلامي، وأطلقت عليه تسمية «التخطيط العربي التقليدي» أو «التخطيط العربي» أو «التخطيط التقليدي».

وعلاوة على ذلك يعد المسجد النبوي الشريف الثاني من بين المساجد الثلاثة التي تشد الرحال إليها، والصلاة فيه أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، كما أنه محط آمال تنجذب إليه قلوب المسلمين من كل حدب وصوب طمعا في الأجر والثواب، ورغبة في التعرف على أهميته التاريخية والحضارية والعمرانية.