اقتراح لهيئة الغذاء والدواء

الجمعة - 02 فبراير 2018

Fri - 02 Feb 2018

لفت انتباهي خبر نقلته لنا صحيفة مكة عبر صفحتها الأولى يوم الأحد 27 ربيع الثاني 1439 مفاده أن الهيئة العامة للغذاء والدواء قامت مشكورة بتشكيل لجنة نوعية لدراسة إمكانية تمديد تاريخ صلاحية الأدوية والعقاقير المستخدمة للعلاج، كان الدافع من وراء تشكيل هذه اللجنة هو ضخامة الأدوية المهدرة نتيجة المدد المقررة لصلاحيتها. ومن هذا المنطلق واستكمالا للدور الذي توليه الهيئة في هذا الجانب وفي إطار بحثها عن سبل وطرق بديلة تمكنها للحد من هذا الهدر، أرى «ورأيي ليس بالضرورة أن يكون صوابا» أن تقوم الهيئة وهي محمودة في ذلك بتوزيع صناديق توعوية توضع في واجهة كل مستوصف حي وكل مستشفى عام، بحيث تصنع هذه الصناديق خصيصا لهذا الغرض ويكتب عليها جمل وعبارات ذات دلالات خاصة باعثها التآلف والتكاتف كتلك التي تطلقها المبادرات الاجتماعية، وتنوي خلالها حث المواطن والمقيم على استرجاع فائض الأدوية الصالحة من المخزون الزائد عن الحاجة، والقابلة للاستخدام الآدمي، ترغب بها زوار ومراجعي المستشفيات على حمل الأدوية الفائضة عن حاجة المريض والتي تم الاكتفاء منها لأي سبب كان، شريطة أن يتم تقنين طرق تجميعها بوسائل علمية وممنهجة، ثم تصنف بحسب التصنيفات العلمية ووفق الأمراض والأعراض، الأحوج فالأحوج والأعلى ثمنا فأقل، يقوم على هذا العمل ذوو الاختصاص من صيادلة وممرضيين، كل ذلك في سبيل تسخيرها فيما بعد لخدمة المحتاج والعاجز عن اقتنائها، وبذلك يحصل الهدف المنشود من تشكيل اللجنة المذكورة آنفا، وينحسر أيضا الضغط الواقع على ميزانية الصحة.

إن البرامج التي تقوم بها هيئة الدواء والغذاء في سعيها الدؤوب لتثقيف أفراد المجتمع وللحفاظ على سلامة الإنسان ضمن متابعة برامجها التوعوية والملاحظة على أرض الواقع وعبر وسائل الإعلام المختلفة لها مردودها الظاهر والجلي، وحبذا القيام بتكثيف تلك النوعية من التوعية مع عمل دورات تكون امتدادا للعناية التي يفسرها هذا الاهتمام، فهناك الكثير من الناس لا يزال يفتقد لقيمة هذه الرسالة، فالأدوية التي تكتظ منها المنازل وتزدحم بها ثلاجات التبريد، وتحتل أماكن شاسعة في رفوف صيدليات الأبنية دون أن يكون لها أي حاجة في الوقت الآني لأصحابها، هناك من هو في أمس الحاجة لجرعة منها، ولبعض الدواء الذي ربما صعب على المحتاج شراؤه. حين نطرح مثل هذا الاقتراح ونشير إلى بساطته ونضعه بين أيدي المسؤولين رجاء أن يكون محل اهتمام وعناية إن استحسنوه، ورجاء أن تعم الفائدة بعيدا عن أي اعتبارات أخرى.