مانع اليامي

المبادرة منها والتوجيه منها.. وخلاف ذلك باطل

الخميس - 01 فبراير 2018

Thu - 01 Feb 2018

عندما يستعمل أحد منسوبي مصلحة حكومية حساسة، وعلى صلة وثيقة بالمجتمع، محاولة جهة عمله تطبيق النظام الصادر من الدولة كمبادرة ميمونة غير مسبوقة لصالح جهة عمله، ويقوم بالتسويق لذلك في مواقع التواصل الاجتماعي فإن الأمر يتجاوز حدود الدهشة إلى وجوب الاهتمام والشروع في التبيان.

الأيام الفائتة القريبة أشغل أحدهم مواقع التواصل الاجتماعي بالتسويق لمرجعه الوظيفي من باب الإشادة بالدور الموصوف على لسانه بالخطوة الإنسانية الرائدة، الأعمال بالنيات على أي حالة ولكل امرئ ما نوى في البداية والنهاية ويبقى في المقابل أن العاقل خصيم نفسه.

سلوك ممقوت لا يختلف من حيث النتيجة عن التقارير الوردية التي تتبناها بعض الجهات الغارقة في الوهم، بصراحة هذا السلوك يقدم الدعاية المجانية، بل ويشجع على السكن بين السماء والأرض.

المهم أن المذكور بالخير الذي أشغل الفضاء بالتسويق لمرجعه الوظيفي اعتبر قيام جهة عمله توفير حضانة لأطفال العاملات خطوة إنسانية رائدة يتحقق بموجبها الاستقرار النفسي والاجتماعي للأمهات الموظفات أيضا العاملات بحسب تعبيره.

لا خلاف على النتيجة المترتبة على مثل هذا العمل متى أخذ مكانه على أرض الواقع، الخلاف على دفن جهود الدولة في محاولة التسويق لموظف عند الدولة.

الدولة هي صاحبة المبادرات الإنسانية، وللإيضاح في سياق ما تقدم نص نظام العمل السعودي الصادر بالمرسوم الملكي رقم 51 في 23/8/1426 المعدل بالمرسوم الملكي رقم م 24 وتاريخ12/5/1434 المعدل بالمرسوم الملكي رقم م 46 وتاريخ 5/6/1436 المتوج بإمضاء خادم الحرمين الشريفين، نص صراحة في المادة 159 الباب التاسع (تشغيل النساء) على إلزام صاحب العمل أن يهيئ مكانا مناسبا يتوافر فيه العدد الكافي من المربيات لرعاية أطفال العاملات الذين تقل أعمارهم عن ست سنوات» دار حضانة «وفق ضوابط ميسرة مبينة في صلب المادة المشار إليها. فهل يجوز والأمر هكذا أن يعتبر تنفيذ النظام انفرادا بالريادة. خلاصة القول أن الدولة صاحبة المبادرة، والتوجيه منها، وخلاف ذلك باطل. انتهي هنا.. وبكم يتجدد اللقاء.

[email protected]