فواز عزيز

أسوأ فيلم في تاريخ السينما

الاحد - 21 يناير 2018

Sun - 21 Jan 2018

• القصص الفاشلة قد تكون نجاحا، وقد تحقق انتشارا يخدم أهداف أبطالها، أو يخدم غيرهم..!

• حتى في الفشل قد تحصل على شهرة، تلبي طموحاتك وأحلامك التي تسعى لها دون موهبة، رغم أنه ليس كل شهرة ناجحة، وليس كل مشهور يستحق المتابعة والإعجاب..!

• تخيل أن يصيبك الفضول لمشاهدة فيلم سينمائي يصور كواليس أسوأ فيلم في السينما.. وقبل ذلك تخيل الحماسة التي تصيب منتجا ونجوما سينمائيين لصناعة فيلم جميل عن أسوأ فيلم في تاريخ السينما..!

• قدم فيلم «الفنان الكارثة» قصة فيلم «الغرفة» الذي يوصف بأنه أسوأ فيلم في تاريخ السينما بطريقة كوميدية هزلية، ربما كانت سببا في نجاح العملين وانتشارهما، لكن لمن يعود الفضل؟ للفيلم السيئ أم الفيلم الجديد الذي يسعى للنجاح على أكتاف فيلم سيئ كما يصفه الإعلان التسويقي..؟ أم للجمهور؟

• فيلم «الفنان الكارثة» عرض حديثا في السينما وفاز بالجائزة الكبرى «الصدفة الذهبية» للدورة الـ65 من مهرجان «سان سباستيان» السينمائي الدولي في إسبانيا.

• والفيلم يحكي قصة فيلم «الغرفة» المنتج 2003، والذي اضطر لصناعته «الصديقان اللذان التقيا في صف لتعليم التمثيل» بعد الفشل في تحقيق حلمهما بدخول عالم التمثيل وتحقيق شهرة كبيرة بسبب رفض الشركات الفنية والمنتجين لهما لضعف موهبتهما، فصنعا فيلما على حساب غريب الأطوار «تومي» الواثق بموهبته في التمثيل، والذي كان مؤلف قصة الفيلم وبطله الأول ومنتجه ومخرجه وكل شيء في الفيلم، والشخص الذي يقبل فريق العمل مشاهده حتى لو كان الأداء رديئا، لكيلا يغضب ويتوتر؛ لأنه هو من دفع التكاليف من أمواله مجهولة المصدر، ولم يقف دفعه للمال عند الإنتاج، بل تعداها إلى تكاليف حفل الافتتاح ودفع المزيد لمحاولة الفوز بجائزة في حفل الأوسكار.

• خلال تصوير الفيلم الرديء حصل صديق البطل «غريغ» البطل الثاني للعمل على دور بسيط يجسد فيه دور «حطاب» في مسلسل تلفزيوني، فرفض صديقه منحه فرصة لتصوير ذلك المسلسل؛ لأنه يراه نجما سينمائيا لا يليق به الدور.

• في حفل افتتاح الفيلم السيئ «الغرفة» كان فريق العمل يشعر بالخجل إلا «الفنان الكارثة» البطل والمؤلف والمنتج والمخرج، حتى سمع ضحك الحضور على سخافة المشاهد، وحين تعالت الضحكات خرج من قاعة العرض حزينا، ليس لأنه اقتنع بسوء الفيلم؛ بل لأنه شعر بعدم تقدير الناس لموهبته، فتبعه صديقه «غريغ» وأقنعه بأن ضحك الحضور دليل استمتاعهم بالفيلم، وهذا أكبر تقدير لما صنعاه من عمل، فعاد على تصفيق الجمهور بنهاية الفيلم واعتلى المنصة ملقيا كلمة النصر..!

• يقول الناقد السينمائي نيكولاس باربر، إن كل من شاهد فيلم «الغرفة» يعلم أنه ليس مجرد فيلم رديء، أو أحد أسوأ الأعمال السينمائية التي أنتجت على الإطلاق، بل إن الطابع الفاتن فيه يتمثل في كون صانعه يؤمن بأنه «تحفة فنية»، معتبرا أنه مزيج لا يتكرر سوى مرة واحدة في كل جيل، من «انعدام الكفاءة، والثقة في النفس إلى حد الغرور»،

وأشار إلى أن هذه التركيبة والمزيج أدت إلى تحويل فيلم «ميلودرامي» مفكك يفتقر إلى أي حبكة، إلى ما يشبه هوس شنيع، تشعر بأنك غير قادر على مشاهدته، وعاجز عن تجاهله في الوقت ذاته.

(بين قوسين)

• حين تسمع تصفيق الجمهور لا تعتقد دائما أنه موجه لمبدع أو إبداع.. فحتى السخافة قد تحصد نصيبا من التصفيق.‏

fwz14@