الإنسانية وسيلة للتعايش السلمي

الجمعة - 19 يناير 2018

Fri - 19 Jan 2018

في عالم متعدد الأجناس والأعراف مختلف اللغات والثقافات، عالم مثل هذا يحتاج إلى لغة موحدة تجمع بين شعوبه المتعددة والمختلفة، وقد أثبتت التجارب بأن التعامل بإنسانية مع الآخر يعطي نتائج أكثر إيجابية، خاصة عندما يرتقي التعامل إلى مستوى المساواة بين البشر وعدم العنصرية، والحيادية والتعاطف مع الآخرين في أزماتهم وكوارثهم وكل ما يمرون به، كل ذلك الزخم من المشاعر الإنسانية النبيلة يخلق حالة من التجانس والترابط بين فئات مختلفة في هذا العالم الكبير.

ولن تكون تجربة إنسانية أفادت البشرية أكثر من تجربة نبي الأمة ورسولها محمد عليه الصلاة والسلام الذي جاء بالعدالة وكل القيم الإنسانية العظيمة والرحمة المهداة للعالم أجمع، قال تعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، هكذا كانت رسالة المصطفى عليه الصلاة والسلام تحمل كل ذلك البعد الإنساني الذي غير العالم أجمع نحو العيش الأرقى الأفضل والتعايش السلمي والمساواة والعدالة ونبذ العنصرية ذات الوجه القبيح (ومحاربة مبدأ الغاب) الذي يسود العالم في عصرنا الحديث.

هكذا كان سيد البشرية عليه الصلاة والسلام قيمة إنسانية عظيمة تحمل للعالم أنبل وأسمى القيم الإنسانية التي تكفل لسكان هذا العالم التعايش مع بعضه بعضا في حالة من السلم من خلال مبادئ وقيم احترام الآخر وحريته في العيش كإنسان ذي قرار يكفل له اختيار نوعية الحياة التي يرغب بها ونوعية الثقافة والدين الذي يدين به، فلم يجبر عليه الصلاة والسلام أحدا على اتباعه بل رغب في الدين ومعانيه السامية التي غيرت حياة البشرية نحو الأفضل، مما يعطي دلالة واضحة على أن انعدام الإنسانية يعني انعداما للأمن والحرية والسلام العالمي الذي تبحث عنه دول تدعي الحضارة والحرية، بينما هي المتسبب الرئيس في انعدام لغة السلام التي أصبحت معدومة في زمن لم يتبق منه سوى شعارات تنادي بالسلام فقط على الأوراق والمنابر الكاذبة، بينما الحقيقة عكس ذلك تماما حالة من «الفوضى غير الخلاقة»، وتدخل سافر في حريات الآخرين والإصرار على مصادرة حقوقهم في تحديد المصير!