إسماعيل محمد التركستاني

الكاريكاتير.. المقال الإعلامي المؤثر

الثلاثاء - 02 يناير 2018

Tue - 02 Jan 2018

نعم، كانت هي أيام جميلة التي عشت فيها بدايات مرحلة الشباب في ظل جامعة عريقة هي جامعة الملك سعود، حيث كنت من أوائل الذين جلسوا على المقاعد الدراسية في المدينة الجامعية. كانت هناك لحظات مميزة لجيلنا في ذلك الوقت، والتي منها انتظارنا كل صباح الرسم الكاريكاتيري للمبدع الكبير والرسام القدير الأستاذ محمد الخنيفر. حيث كانت تلك الرسومات التي أبدعتها ريشة الفنان ترسم على شفاهنا أجمل الابتسامات ونطلق أجمل التعليقات. كم كانت هي ابتسامات بريئة وخاصة عندما كانت تشير إلى بعض أحوال الحيوانات مثل الجمل والضب (تشبيه فكاهي بصورة مبدعة)، أو تلك التي تخص العائلات الثرية والتي تسافر إلى لندن بالذات، أو حال الشباب مع أعاصير دول شرق آسيا أو التطرق إلى بعض فاتنات مذيعات الشاشة الفضائية (مثل تينا ولينا وما كتبه من أبيات شعر بشأنهما)، وغيرها الكثير والتي ما زالت عالقة في أذهان الكثير من ذلك الجيل.

قد يتساءل البعض، عن سبب التطرق إلى مثل هذا الموضوع، والابتعاد عن الكتابة في الشأن الصحي والذي هو قلمي المفضل؟ والسبب في ذلك يعود إلى ما لاحظته (وقد يشاركني الكثير في هذا الرأي) في قوة حضور المشاركة الإعلامية لرسام الكاريكاتير في صحفنا المحلية! والتي كانت محل اهتمام الجميع، حيث ما زلت أنا (والكثير) نطالع أولا في الصحيفة (أيا كانت) رسم الكاريكاتير اليومي، والتي يمكن وصفها بأنها مقال متكامل بكل ما تحويها من مفردات ومعان قد تكون مخفية وغير مفهومة للكثير من المتابعين.

الرسم الكاريكاتيري (سواء كان حرا أو مقيدا)، معروف عنه (في كل أنحاء الدنيا) قوة الحضور، والمشاركة الجميلة والشيقة (إعلاميا) عن طريق ريشة الفنان عن أحوال عصره من أحداث محلية كانت أو عالمية، حيث ناقشت ريشته وبطريقة احترافية للكثير من قضايا المجتمع (بمختلف طبقاته)، ولفتت الأنظار إلى المشاكل والمعاناة التي تصيب الفرد في المجتمع، حيث إن أكثر الرسومات تأثيرا، تلك التي تتعلق بقضايا مثل: طبقة المجتمع التي تعاني من عدم القدرة على شراء أرض فضاء أو امتلاك منزل أو تعاني من الارتفاع في الأسعار، أو قضايا التعليم المختلفة، وخاصة القضايا التي تتعلق بالحقائب التعليمية أو عدم تفاعل التلاميذ مع المعلم، أو تلك القضايا التي تتعلق بمعالجة التطرف الديني والفساد عند فئة من المجتمع وغيرها من قضايا المجتمع الشائكة، حيث يمكن القول إن الكاريكاتير الإعلامي كان له الحضور المؤثر والقوي والمميز.

باختصار.. يدرك الجميع أن للإعلام تأثيرا قويا لا يستهان به، هذا التأثير والذي يمكن القول عنه إنه قد يكون ذا إيجابية أو سلبية (حسب مفهوم المجتمع). وبما أننا نعيش في عصر أصبح الإعلام فيه متاحا للجميع ولا يمكن حجب أي معلومة إعلامية (حقيقة كانت أو زائفة) عن وصولها إلى أي فرد في المجتمع (صغيرا كان أو كبيرا)، فإنه لا بد من وجود نظام إعلامي متطور يكون متفاعلا إيجابا مع أحوال العصر الحالي. وهذا ما رأيناه من تغيير جذري في تنظيم القنوات المرئية في إعلامنا المحلي، وذلك مثل الدمج بين بعض القنوات. في نهاية مقالي، أتمنى من القيادات الصحية، أن تستقي بعض نجاحات الجهات الحكومية الأخرى (مثل الإعلام) في دمج بعض إداراتها الصحية، وذلك لكي تكون أكثر إيجابية وخروجها من النمط السلبي الذي تعيش فيه! آسف، أنني لم أستطع التوقف عن التطرق للشأن الصحي، وكما يقول المثل الشعبي: مرد الأقرع لبياع الطواقي! أرفع طاقيتي احتراما لمن يعاني من تساقط شعر الرأس.