الإرهاب يندحر ولا ينتصر

الاثنين - 01 يناير 2018

Mon - 01 Jan 2018

ما حدث للشيخ محمد عبدالله الجيراني جريمة بشعة بما تعنيه الكلمة. عقيدة الإرهابي هي استباحة الدماء، والتعدي على الممتلكات، فمتعته في التفجير والقتل والتخريب، لا يلوي على شيء من تعاليم الدين الحنيف. في الواقع هم مجرد أدوات، يستخدمها أعداء الإنسانية، ذوو المطامع الشريرة، والأهداف السياسية. من يستخدمونهم لا يقصدون عزة لدين، ولا نصرة لضعيف، فالله قد استخلف بني آدم في الأرض لعمارتها، وحرم الإفساد فيها. وهؤلاء كل عملهم سعي في خرابها، وترويع للآمنين، وهدم للبنيان. لا يسلم من شرهم طفل، ولا شيخ، ولا امرأة، ولا مسلم، ولا مستأمن. يكذبون بكل ما يزعمون أنهم يدافعون عنه، فإن لم توافقهم في نهجهم الإرهابي المعادي للسلام والاستقرار، المحارب لكل وجوه الحياة الآمنة، استباحوا دمك. أي دين يمكن أن يجيز لهم هذه الأفعال؟

بالتأكيد أن هؤلاء الإرهابيين قد انسلخوا من العقيدة الإسلامية الصحيحة، وانتهجوا نهجا إرهابيا دمويا، فبين جريمة اختطاف شيخ وقاض في دائرة الأوقاف، إلى جريمة قتل نفس معصومة، إلى جريمة إخفائها، سلسلة من جرائم لا تنتهي كلها مرتبطة بالإرهاب.

عانى الوطن كثيرا من الإرهاب والتطرف على مدى عقود ماضية، ورغم كل ما بذله الإرهابيون من جهود ضخمة، لنشر فكرهم الخبيث، ولتجنيد البسطاء، وصغار السن، ورغم كل مكائد الدول الداعمة للإرهاب، إلا أن الوطن كان وسيبقى عصيا عليهم.

لم يستطيعوا شرخ اللحمة الوطنية، مع أنهم عزفوا على أوتار كثيرة في محاولة لتقويض وحدتنا الوطنية، ونشر الفرقة بين أبناء الوطن الواحد، لكن المواطن يعي أهدافهم الخبيثة، ويرى بعينه أن الوطن واحد للجميع دون استثناء، تحت ظل قيادة حكيمة، تحقق العدل والمساواة بين المواطنين.

استشهاد الشيخ محمد عبدالله الجيراني - رحمه الله - القاضي بدائرة الأوقاف والمواريث في تاروت، هو إحدى صور الإرهاب القبيحة، وهو جريمة مؤلمة بشعة، لا يمكن أن يرتكبها إلا أولئك المارقون من الدين. اليوم ينكشفون أمام الملأ، وتتجلى حقيقتهم البشعة، فهذه الأعمال تكشف بجلاء ووضوح، أنهم مجرد أدوات تنفذ أجندة خارجية، غايتها إثارة الفوضى بالبلد، ثم إن الإرهاب لا دين له ولا مذهب ولا جنسية، حتى وإن تلبس بلبوس الدين، فإن الدين منه براء. يخسر الفكر المتطرف دوما، ويتلاشى معه الإرهاب، فالكل ينبذه، وهو اليوم في أضعف حالاته، ولا أدل على ذلك إلا لجوء معتنقيه إلى ارتكاب الجرائم البشعة، وهذه دلالة أكيدة على تضييق الخناق عليهم، وهي بشرى بأن الفكر المتطرف يحتضر وفي طريقه للزوال، وبأن الإرهاب يندحر ولا ينتصر.