أحمد صالح حلبي

الملك سلمان وخدمات الحجيج

الخميس - 28 ديسمبر 2017

Thu - 28 Dec 2017

منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ـ يرحمه الله، حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ يحفظه الله ـ تولي المملكة العربية السعودية اهتماما خاصا بالحرمين الشريفين وعمارتهما وخدمة قاصديهما من معتمرين وحجاج وزوار، وفي رمضان من عام 1436 دشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ يحفظه الله ـ التوسعة السعودية الثالثة للمسجد الحرام، التي شملت (مباني التوسعة، والساحات، والأنفاق، والخدمات، والطريق الدائري الأول).

والمتابع لمراحل توسعة الحرم المكي الشريف يلحظ أن التوسعة الجديدة تستهدف اتساع المسجد الحرام لأكثر من مليون و600 ألف مصل، إضافة لإدخالها أنظمة وخدمات عدة، من أبرزها 78 بابا أوتوماتيكيا بالدور الأرضي تحيط بمبنى التوسعة، وأنظمة متطورة للصوت شملت 4524 سماعة، ونظام إنذار حريق، ونحو 6635 كاميرا مراقبة متحركة، إضافة لإدخال أنظمة النظافة كنظام شفط الغبار المركزي، كما يحتوي المبنى على مشارب لمياه زمزم تبلغ 2528 مشربية، تعمل ضمن منظومة متكاملة لمياه زمزم المبردة.

وبرز اهتمام الملك سلمان ـ يحفظه الله ـ بضيوف الرحمن والعناية بهم منذ دخولهم لأراضي المملكة حتى مغادرتهم لها، ورغم ما شهده موسم حج العام الماضي 1438 من ارتفاع في أعداد الحجاج، إذ بلغ عددهم أكثر من 1.3 مليون حاج، وصلوا عبر كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية، إلا أن هذا لم يقف عائقا أمام أي من الخدمات، فقد شهدت عمليات تنقل الحجيج داخل مكة المكرمة تطورا بارزا، فإضافة للمشاريع التي نفذت لتسهيل حركة المشاة والمركبات عبر خطط وضعت، مكنت الحجيج من التنقل ما بين مقار سكنهم والحرم المكي الشريف لأداء صلواتهم والعودة مجددا، عبر أكثر من خمسين مليون رحلة، تم خلالها استخدام الحافلات الخاصة بنقل الحجاج.

وفي المشاعر المقدسة تم تنفيذ مشاريع عاجلة كان أبرزها تلك التي وقع اتفاقياتها مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، رئيس هيئة تطوير المنطقة، صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل ووزير الحج والعمرة في مقر الإمارة بجدة، وشملت إنشاء جسر لفصل حركة المشاة عن حركة الحافلات، وإنشاء دورات مياه، وتنفيذ بوابات وسياجات ومحطات إركاب، والتغطية الخرسانية لقناة تصريف، ومنع تساقط الصخور، وإضافة منحى التفاف للخلف عن طريق ترددية تركيا، شرق جسر الملك فيصل، وتهذيب المنطقة الواقعة أعلى مناطق حجاج تركيا وأوروبا بمزدلفة، وتعديل طرق نقل الترددي لخدمة حجاج إيران وأفريقيا غير العربية بمزدلفة.

وإضافة سور معدني على الحواجز الخرسانية، وإزالة الاسفلت، وتسوية ساحة بمزدلفة، وإنشاء حواجز خرسانية لفصل حركة المشاة، وأخيرا تسهيل دخول وخروج الحافلات لحجاج أفريقيا غير العربية في المصاطب العلوية بعرفات.

وقد شهد عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ يحفظه الله ـ استبدال خيام الحجاج بمشعر عرفات بخيام مطورة مقاومة للحريق والعواصف الهوائية، وتحتوي كل خيمة على تكييف خاص وبرادات مياه، إضافة إلى فرش كامل لها.

وفي موسم حج العام الماضي أيضا تمكنت مدينة الملك عبدالله الطبية بالعاصمة المقدسة من إجراء 102 عملية قسطرة علاجية للجلطات القلبية الحادة خلال 12 يوما منذ مطلع شهر ذي الحجة وحتى اليوم الثاني عشر منه لـ 72 حاجا و30 من غير الحجاج.

وإن كنا كمواطنين سعوديين احتفلنا بالذكرى الثالثة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله تعالى- ملكا للبلاد، فقد احتفلنا قبل أيام أيضا بصدور ميزانية الخير والعطاء لبناء الإنسان السعودي وحمايته من كل معتد، والعمل للحفاظ على الثروات البشرية، والتصدي لكل من يحاول المساس بأمن واستقرار الوطن، وعلينا أن نعمل مع قيادتنا في حماية المقدسات والسهر على خدمات قاصديها من معتمرين وحجاج وزوار، فهي شرف عظيم وخدمة نبيلة تقدم.

[email protected]