طريق أبوبكر سالم

الخميس - 21 ديسمبر 2017

Thu - 21 Dec 2017

في يوم الأحد العاشر من ديسمبر الحالي فجع الوطن واكتسى الحزن عندما عم الخبر «أبو أصيل إلى ذمة الله»، ودعنا أحد رموز الفن الخليجي، أبو الغناء الخليجي، صاحب لقب أفضل صوت في العالم، لم يكن رحيل تلك القامة بالأمر السهل، بل كان وقع الخبر كالصاعقة، الألم عم أرجاء الوطن، الكل يشعر أنه فقد شخصا مقربا له، لم تكن علاقة أبوبكر سالم بجمهوره مجرد علاقة فنان بعشاقه، بل كانت أكبر من ذلك بكثير، كان الارتباط بينهم وطيدا للغاية، فلم يكن أبو أصيل سعودي الجنسية، لكنه كان سعودي الهوى والفن والطرب، تعلقنا به منذ كنا أطفالا، وكان يطل علينا مع كل إنجاز واحتفال وطني بأغنيته الخالدة يا بلادي واصلي، والتي لا تجد منا أحدا إلا ويحفظها ويرددها بين الفينة والأخرى، حتى ترسخ في الأذهان ارتباط أبوبكر بالوطنية والأفراح السعودية، وكانت تلك الشخصية حاضرة في كل مناسبات وطننا الغالي، حتى انتهت تلك المسيرة وطنية كما بدأت. عندما غنى أبو أصيل في يوم الوطن في ملعب الجوهرة وهو في حالة صحية حرجة جدا وبعد عملية قلب مفتوح وبنفس متقطع لم يبخل بما تبقى من أنفاس لديه إلا وجعلها تكون لذلك الوطن، حتى وإن لم يكن ذلك الصوت كالسابق، ولكنه جاد بما لديه ردا لجميل هذا الوطن وعرفانا منه تجاه هذا البلد الذي استضافه وقدمه للعالم وأكرمه بكل ما تحمل الكلمة من معان. كان أبو أصيل أصيلا لهذا الوطن رغم أنه كان معتزا مفتخرا بجنسيته اليمنية. أتمنى أن تكون هناك بادرة وطنية لتكريم وتخليد اسم الراحل الغالي الذي تعلق وارتبط صوته بمسامعنا في أفراحنا الوطنية، وأتمنى أن يطلق اسمه على إحدى منشآتنا (طريق أو مكتبة أو مدرسة) في لمسة وفاء لهذا الاسم الكبير، فهو بكل تأكيد يستحق منا ذلك، ونحن أهل للوفاء.