وزارة الدفاع ودعم التصنيع المحلي.. مبادرة في مسار الرؤية

الأربعاء - 20 ديسمبر 2017

Wed - 20 Dec 2017

أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - أمرا ساميا بالموافقة على تحفيز القطاع الخاص واعتماد مبلغ إجمالي 72 مليار ريال. ومن المؤكد أن ذلك يعكس الفكر الاستراتيجي لإعادة الهيكلة والبناء في جميع القطاعات المستهدفة بالنمو والإصلاحات والدعم.

وقد سمعنا من ولي العهد منذ إطلاق مرحلة الإصلاحات الاقتصادية ما يؤكد أن الوعود والأقوال ستكون واقعا يدعم الثقة بين القطاع الخاص والحكومة، يضاف إلى ذلك أن الحكومة أطلقت مبادرة منصة مرئيات القطاع الخاص لمعرفة مشاكله وهمومه وضمان معالجة مشكلاته.

وللتصنيع المحلي معاناة مستمرة منذ أمد بعيد، ومع هذه المبادرات سيبدأ بالتخلص من هذه العثرات ويتجه تدريجيا لمنافسة المنتجات العالمية – خصوصا - مع الشروط المطلوبة من الجهات المختصة بمنح التراخيص والشهادات الخاصة بالمنتج للتأكد من سلامته، وتحقيقه لأعلى المعايير والمواصفات.

هذا الدعم وما سيتبعه من مبادرات لدعم التصنيع المحلي سيكون لهما أثرهما الكبير في توطين الصناعة ونقل التقنيات وما يتبعهما من نشاطات إيجابية تهدف الرؤية للوصول إليها كإتاحة الوظائف والتوطين وحفظ رؤوس الأموال في الداخل ونقل التقنية والقدرة على المنافسة في السوق العالمية، وانعكاسات ذلك على الاقتصاد الوطني.

أتيحت لنا الفرصة منذ أيام المشاركة في برنامج معرض الخدمات الطبية لدعم التصنيع المحلي المقام في مدينة الرياض تحت رعاية وزارة الدفاع ممثلة في الإدارة العامة للخدمات الطبية بالقوات المسلحة. من المفاجآت السارة أن هناك إدارة متخصصة في دعم التصنيع المحلي تابعة للإدارة العامة للخدمات الطبية، دورها الأساسي تعزيز التصنيع المحلي المتمثل في إيجاد بيئة تواصل بينها وبين القطاع الخاص لإنجاح عملية تصنيع المواد واللوازم الطبية، وإنشاء قنوات اتصال بين الخدمات الطبية للقوات المسلحة والمصانع والشركات المحلية، لما في ذلك من أهمية في دعم الصناعة الوطنية وتطوير الإنتاج بما يتوافق مع المعايير والمواصفات العالمية.

احتوى البرنامج على بعض العروض المقدمة من الجهة المنظمة تم فيها استعراض دور الإدارة في دعم التوطين، وعرض الفرص المتعددة للاستثمار في الصناعات الطبية، وإتاحة الفرصة للمصانع المحلية في عرض منتجاتها، إضافة إلى لقاءات مباشرة مع المهتمين في هذا المجال لتدارس المعوقات والتطلعات.

فيا أصحاب المصانع وشركات المنتجات الطبية المصنعة محليا ابشروا بالخير واطمئنوا خصوصا مع هذا الدعم الاستثنائي من وزارة ذات وزن كبير تسعى إلى توطين الصناعات الطبية واستدامتها، مع تطلعاتكم في أن تتبع بقية الوزارات – خصوصا وزارة الصحة - نفس النهج في دعم التصنيع المحلي، وعليكم أولا أن تبادروا إلى تطوير منتجاتكم بما يتوافق مع المعايير العالمية، وأن تصبروا على اشتراطات الهيئات المختلفة، خصوصا هيئة المواصفات والمقاييس وهيئة الغذاء والدواء وغيرها لإصدار الموافقات والاعتمادات، فعلى الرغم من تأخير الإجراءات الخاصة باعتماد منتجاتكم وما يسببه ذلك من تراكم الخسائر، إلا أن التوجه العام للقيادة العليا سيدفع هذه الجهات للخروج من البيروقراطية والرتابة، ومسايرة التطور المتسارع والحكيم بقيادة الملك سلمان وولي عهده الشاب، حفظهم الله.

بعد شهرين من الآن سيكون هناك معرض القوات المسلحة لدعم التصنيع المحلي (AFED أفد 2018) الفترة من 9 حتى 15 جمادى الآخرة 1439 (25 فبراير إلى 3 مارس 2018) بمركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، حيث يختص بدعم كل منتج مصنع محليا – طبي وغير طبي - وعرض الفرص التصنيعية للمواد وقطع الغيار والمعدات من قبل الجهات المشاركة بالمعرض، لتعزيز التواصل بين الجهات المشاركة والمصانع الوطنية لتحقيق استخدام المحتوى المحلي، وذلك مؤشر قوي على الدعم اللا محدود وتفضيل المنتج المحلي على الرغم من وجود التجهيزات الطبية المنافسة المستوردة بسعر رخيص.

@asaud43