أحبتي في قطر

الاحد - 17 ديسمبر 2017

Sun - 17 Dec 2017

سأبدأ مقالتي برسالة حب تترجمها مشاعر الشعوب في دول المقاطعة لأهلنا في قطر، وهذه المقدمة تتجسد فيها مشاعر ود موجهة لإخواننا من كافة الشعب القطري في قطر. والله إن جلكم يعلم أننا لا نتمنى لكم إلا كل الخير. ففيكم الأخ والأخت وأبناء العمومة من نفس العائلة أو القبيلة وفي أبعد الاحتمالات صديق يعز على القلب ولا نرضى له السوء. لذلك لا نريد منكم إلا وقفة صادقة تراجعون فيها موقفكم وموقف حكومتكم الحالي. إذا كنتم فعلاً ترون أننا شعب واحد فيجب عليكم ولو بالتفكير فقط تغيير نظرتكم لنا وكأننا من بدأ الخصومة وأسرف بالعداء ضدكم وبدون سبب. فظلم تنظيم الحمدين الذي يكابر عن تصديقه أغلبكم بعرض من دنيا فانية ضد إخوانكم من القطريين المسقطة جوازاتهم والإخوة الخليجيين المتضررين من سياستهم «أوضح من الشمس في رابعة النهار» بالنسبة لكم.

لكي أختصر عليكم وأخاطبكم بظلم وخيانات عايشتها لن أسرد لكم خيانات هذا التنظيم للدول الخليجية المقاطعة لقطر. ولكن سأكتفي بتذكيركم بإخوانكم أطفال ونساء الغفران المتضررين ممن أمثلهم أنا بهذه المقالة كوني فردا منهم.

كوني غفرانيا وقطريا سوف أبسط لكم بعض النقاط، وقبل أن ترمي علي التهم لا أريد منك إلا بضع دقائق أغمض فيها عينيك وضع نفسك في مكاني وخاطب عقلك الباطن وفطرتك البشرية. لو كنت ولي أمر لعامة الناس وهناك طفل ذو تسع سنوات شرد من وطنه بفعل لم يقترفه، هل ترى هذا عدلا؟! هل ترى هذا فعل دولة أم تصرفا غير حكيم؟! بعد فترة أصبح هذا الطفل رجلا ذا 30 عاما، الآن هل تريد منه أن يثني على تنظيم الحمدين الذي شرده طوال هذه الفترة؟! ماذا كنت ستفعل لو كنت في مكانه خصوصا عندما كنت ترى في الأيام الماضية احترام بعض القادة الخليجيين لهذه الحكومة التي تعلم كل ما يدور في رأسها من خيانة؟ وبعدها رأيت من احتووك عليهم آثار خيانته التي كنت تحس بها، وبعض الناس ما زالوا يصدقون أكاذيب هذا التنظيم لإحراق المنطقة. كل هذه التساؤلات سأترك إجابتها لك.

قال تعالى (ولا تزر وازرة وزر أخرى). في هذا النص القرآني رد على كل من يقول «الخير يخص والشر يعم»، فرب العباد لا يضع نصا قرآنيا إلا وهو سبحانه يعلم أن هذا النص مستقر في فطرتنا وقلوبنا، فليس هناك شخص سوي يرضى بهذا المثل الرجعي ليجعله مبررا لظلم تنظيم الحمدين. لذلك بهذا المثل يجب ألا تحاسب الأنظمة والكيانات الحكومية العادلة شعوبها، وإلا فما هو الفرق ببن كيان الدولة وعصابة المافيا.

بخصوص الازدواجية فأنا لا أنكر أنني أحمل الجنسية السعودية الآن، ولكن للأمانة مكثت من عام 1996 إلى أواخر عام 2000 وأنا لا أحمل إلا الجنسية القطرية، بل وعندما طالبنا بتجديد جوازاتنا عام 1999 في السفارة القطرية بالإمارات قالوا لنا: جنسياتكم مسقطة، لذلك تنظيم الحمدين أجبرنا على قبول المكرمة السعودية بمنحنا الجنسية السعودية للعيش في المملكة كباقي الشعب السعودي خوفا على الشعب القطري من اللجوء للدول الأجنبية.

وفوق هذا كله فالأجانب كالقرضاوي وعزمي وغيرهما الآلاف كلهم مزدوجو الجنسية في وطني قطر بدون ضرورة لذلك. وهذه الأفعال للأسف تكاد تكون قطر هي الوكيل الحصري لهذا الفعل الممنوع دوليا وهو إسقاط الجنسية. ولكي لا يقال عني متحيز أو مبالغ بالتهم فقد أتيت بمصدر موثوق عندكم وتصدقونه، وهو الإعلامي الشهير جمال ريان حينما ذكر في تغريدة له على حسابه في تويتر بتاريخ 3 /‏9 /‏2016 وهذا هو نصها حرفيا «حسب لوائح الأمم المتحدة لا يحق لأي دولة عضو إسقاط الجنسية عن المواطن حتى وإن تخلى هو نفسه طوعا عن جنسيته يحق له طلب استعادتها في اليوم التالي». الإجابة سوف يجاوبها ضميرك.

أما بالنسبة للمطالبات فهي كثيرة وتعلمون بها وتعرفون من هم المسؤولون عن هذا الملف في قطر، وكيفية إهانتهم لنا وكذبهم علينا. ولمن يقول إننا خيرنا فليس معقول أن تنظيم الحمدين خيرنا واختار الآلاف منا ترك منازلهم وممتلكاتهم والذهاب للمملكة والإمارات لبناء أنفسهم من الصفر، لأنهم فقط يريدون ذلك وبدون سبب.

في الختام أنت الآن ترى يا أخي في قطر بعينك كيف أن الحكومة القطرية احتوت معظم القادة المتسببين بالعملية الانقلابية عام 1996، وأسكنتهم في أرقى القصور وأعطتهم جوازاتهم هم وعائلاتهم، وأعدادهم قليلة جدا مقارنة بالمظلومين، وفوق ذلك أكرم تنظيم الحمدين قادة من يقول عنهم خونة وانقلابين عام 1996 وكأن هذه الإكراميات رسالة شكر أو مكافأة على صنيعهم للتسبب في تهجير الآلاف من الأبرياء من أبناء عمومتهم من الغفران. للأسف الحكومة القطرية صبت جل غضبها علينا وحاسبت الأبرياء بأفعال غيرهم ممن تراهم مذنبين. وهنا قبل أن تسألني أجب عن هذا السؤال بصدق قبل أن تلومني.

أيكون العدل في نظرك هو بإكرام فاعل ما تراه أنت الجرم الذي يرميني به تنظيم الحمدين؟!