أحمد الهلالي

أما الزبد فيذهب!

الأربعاء - 13 ديسمبر 2017

Wed - 13 Dec 2017

نشاهد لوحة جميلة على جدار ما، نتأمل جمال اللوحة أيا كان نوعها ومحتواها، لكننا لا نفكر في قيمة تلك اللوحة، ولا فيما تحجبه عنا من الجدار، ولا في الغاية من وجودها في هذا المكان تحديدا، ولا ندري حقيقة ماذا تخفي وراءها، ذلك تماما ما يحدث في بعض اللوحات الترحيبية في الشوارع والميادين العامة إبان زيارة المسؤول التي يجب أن تكون (تفقدية) يرى من خلالها الأمور على الطبيعة، فربما تحجب تلك القطعة العريضة من القماش أو الأبلكاش مشروعا متعثرا، أو مخالفة، أو ما شابه ذلك.

سرني كثيرا نائب أمير منطقة مكة المكرمة الأمير عبدالله بن بندر وهو يوقف سيارته ويأمر بإزالة اللوحات الترحيبية بسموه في جولته التفقدية للطائف، فقد كان يرسل رسالة شفافة عن مرحلة تجاوز فيها المسؤول هذه الشكليات التي لا قيمة لها، وليقول إن الجولة التفقدية لا تستدعي الترحاب المبالغ فيه، وإن المسؤول ليس غريبا ولا طارئا ولا ضيفا في منطقته، بل يؤدي أمانة المسؤولية التي حمله بها خادم الحرمين الشريفين.

لا أنفي أدبيات الإكرام، ولا إنزال الناس منازلهم، لكن يجب أن تعي بعض العقول أن المبالغة في الشكليات (فساد)، وأن إهدار الأموال في شكليات لا قيمة لها (إسراف)، فالمنشأة أو المدينة أولى بصرف قيمة اللوحات الترحيبية والدروع والهدايا الفاخرة والمآدب وما في حكمها.

نستبشر اليوم بالعقول الشابة (العملية)، ونقرأ فيها تجاوزا للكثير مما ألفه البعض، ونطمح إلى أكثر، فوطننا بحاجة ماسة إلى تقويض ثقافة البذخ، والتركيز على ما يحتاجه المواطن، وما ييسر عليه أعباء حياته اليومية، ودفع المؤسسات الحكومية والأهلية إلى بذل أقصى الجهود للوصول إلى رفاهية المواطن، وحصوله على أفضل الخدمات وأيسرها.

شكرا، يستحقها سمو أمير المنطقة ونائبه، وكل مسؤول يضع مصلحة الوطن والمواطن هدفا مضيئا، لا يشعر بالرضا عن ذاته ولا عن معاونيه ولا مؤسسته حتى يحققه، وهذا ما تتشكل ملامحه في الرؤية المباركة 2030، وما نطمح جميعا أن نبلغه بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين أيدهم الله.

ahmad_helali@