عنز الشعيب والفرص المسروقة

الاثنين - 11 ديسمبر 2017

Mon - 11 Dec 2017

إننا نعيش داخل أزمة حقيقية، حاولت أن أحسن الظن في منظومة الإعلام والإعلانات والقائمين على المجالات المتعلقة بالشباب والتنمية، وغيرها من المنظومات التي تملأ قطاعات الأعمال في وطني، لكني ما زلت أقف طويلا أفكر بالمثل الشعبي القديم «عنز الشعيب ما يحب إلا التيس الغريب»، وهذا المثل يعني بأن العديد من الأشخاص، لا تؤمن إلا بمن هو خارج عن إطار مجتمعه أو منظومته الداخلية، اعتقادا منه أن هذا الغريب دائما هو الأفضل والأحسن، وربما الأجدر والأكثر قيمة.

لذا، شعرت بكثير من الخيبة والأسى وأنا أقرأ خبرا انتشر كما النار في الهشيم، على أن هيئة توليد الوظائف ومكافحة البطالة، قد استبعدت إحدى المذيعات العربيات من تقديم ملتقى التخصصات والوظائف الذي نظمته الهيئة يوم الخميس الماضي، تخيلوا الهيئة التي لأول مرة أسمع بها، وأنا متأكدة من أن هناك العديد من القراء لم يسمعوا يوما بوجودها، تعمل على توليد الوظائف وفقا لرؤية المملكة 2030، ولكنها في مقابل ذلك تأتي بإعلامية عربية من خارج الوطن، لكي تدير الجلسة التي سيكون محورها رؤية المملكة القادمة، وكيف يمكن للشباب السعودي الحصول بسهولة على وظيفة فاعلة ومؤثرة، بالله عليكم هل يمكن تصديق أن اختيار المذيعة، من أحد الأسباب لأنها تعمل في قناة ملاكها سعوديون، فهل يعني أنني إذا عملت في شركة يابانية سأكون يابانية، أو أنني إذا ولدت في ويلز البريطانية سأكون شقراء وأتقن اللغة الإنجليزية، أسرع من بقية الأطفال الذين ولدوا في مكة أو الطائف؟

أمر مخيب للآمال ولا أظن أنني الوحيدة التي يمكن لها أن تشعر بالانزعاج والشعور بالخيبة من مثل هذه التصرفات التي تقوم بها بعض المؤسسات، والأمر ليس حصرا على المملكة، وإنما يتجاوز هذا الأمر محيط الخليج، فقد سبق وأن وقفت طويلا أمام مشاكل إعلاميين من دول الخليج، يتم استبعادهم من أهم المنتديات التي تقوم بها مؤسسات وطنهم، وجلب إعلاميين عرب إيمانا بالمثل الذي ذكرته في أول المقال، فأتمنى من الهيئات التي تريد أن تثري الوطن بمنتدياتها الفكرية والاقتصادية، أن تفكر بأن تستثمر في طاقات الشباب، ومني إلى وزير الإعلام الفاضل، أن تقوم الوزارة

على إعطاء الفرص لهذا الجيل الفتي، وأن يأخذ حقه من الفرص التي تسرق دائما من أمام عينيه.

  • أطلقت هيئة توليد الوظائف ملتقى CYC العالمي الأول لسد الفجوة بين مخرجات التعليم وسوق العمل وتوجيه الطلاب نحو الوظائف المتوائمة مع الاحتياج العالمي ورؤية المملكة 2030

  • أقيم الملتقى في العاصمة الرياض، بحضور أربعة آلاف طالب وطالبة ومشاركة 15 متحدثا و25 خبيرا عالميا بهذا المجال

  • يعتبر أهم وأكبر منصة للشباب بالعالم لاكتشاف أهم التخصصات في سوق العمل المحلي والعالمي

  • يهدف إلى مساعدة الشباب والفتيات لتحديد تخصصهم الدراسي والوظيفي وتركيز الضوء على وظائف المستقبل المتوافقة مع 2030




SarahMatar@