آلاء لبني

اصنع من يومك سلما لأهدافك

الخميس - 07 ديسمبر 2017

Thu - 07 Dec 2017

تمر السنة والأشهر والأسابيع والأربع والعشرون ساعة كلمح البصر، تتسابق الأوقات لدرجة قد نجد أن معظم مخططاتنا لم تنفذ أو تستكمل في مجملها. تختلف الأسباب وتتعدد، ربما البعض لا يخطط ولا يحدد أهدافا لنفسه ويسير خبط عشواء، وآخرون قد ترجح عندهم كفة على كفة أخرى، كمن يحقق أهدافه في العمل ويغفل عن الأهداف الصحية وجوانب أخرى، ومعظمنا من هذا النوع، كما أن عاداتنا اليومية تساهم في ضياع العام كله!؟ فحين يفتقد اليوم بوصلة التوجيه تفتقد الحياة الاتجاه الصحيح، وتصبح السنة مجموعة تجارب بلا مسار واضح.

فلنؤمن بالقاعدة الذهبية لن يساعدك أحد لتنجح ما لم تساعد نفسك، لا تماطل ولا تنتظر من الحياة والأشخاص أن يعطوك الفرص المناسبة، وحدك أنت من يصنعها بتوكلك وحسن ظنك وسعيك، ولتكتشف مدى التزامك بمسارك وهدفك اكتب كل ما تقوم به خلال اليوم والوقت المستغرق دون أن تحاول تغيير عاداتك في بدء الأمر، واكتشف أهم المعوقات لتحقيق جملة أهدافك في الحياة، وأكبر المهام التي تستهلك جهدك ووقتك، والأوقات الضائعة وطريقة استثمارها، على سبيل المثال قد يكون العمل الوظيفي الروتيني وارتباطك بمهامه أحد أسباب ضياع سعيك في تأسيس عملك الخاص أو الاهتمام بجوانب عائلية أو الصحية أو تأليف كتاب، مما يستدعي تعلم مهارات عديدة وجديدة في التخطيط وإدارة الوقت النوعي الذي يركز على طريقة الأداء وجودته ومدى كفايته لتحقيق النتائج الواضحة.

لذلك يجب تقسيم اليوم لفترات محددة دون أن تتداخل الأوقات إلا على مستوى ضيق لأسباب محددة، الوقت المخصص لوسائل التواصل لا يجب أن يطغى على وقت الاطلاع والقراءة، على سبيل التوضيح تداخل وقت العمل الرسمي بالوقت المخصص للراحة أو العائلة، البعض يستغرق في العمل حتى الإدمان وينقل المكتب وضغطه للمنزل، ويصبح التفكير بالعمل متلازمة، مما يكلفه ثمنا باهظا يؤثر على حساب الصحة والعلاقات العائلية وعلى الأهداف والغايات الأخرى.

لعل قصة إحدى الأخوات تعمل معلمة منذ عدة سنوات بنصاب مكتمل أربعا وعشرين حصة وستة مناهج تتطلب مجهودا مضاعفا بالمنزل، استطاعت دوما أن تتميز وتقلل من العمل المنزلي للحد الأدنى والطارئ، وتستمتع بإنجاز مهام عديدة وهوايات خلال اليوم ولا تشعر بالضغط! وذلك لبراعتها في تخطيط عملها حيث تخصص لكل منهج وقتا كافيا لمدة أسبوع، تخطط لطول العام الدراسي من شروحات وما تستخدمه، وبقي التنفيذ بالمدرسة. استعاضت عن الشكوى بالتنظيم.

لا تعط عملك أكبر من حجمه أو حجم وقته، فإما أن ترحل عنه أو يرحل عنك، قلل أوقات العمل خارج وقت الدوام الرسمي قدر المستطاع وإلى الحد الأدنى، فمهما فكرت وأعطيته أوقاتك الخاصة وأنتجت سوف ينظر لك أنك مقصر إن لم تحقق أحد المتطلبات. الجميع يحب الموظف الجاد ليكلفه بمزيد من المهام ما دام لم يقل كفى أو يعترض على قبول العمل الذي ليس من اختصاصه.

عجلة العمل لن تقف على وجودك، لأنه ببساطة مهما أديت وتعاونت ضمن خارج نطاق دائرتك، سينظر في تقييمك وتحديد نسبة عطائك بالمهام التي كلفت بها في الوصف الوظيفي، طبعا دون أن نذكر عدم وجود وصف وظيفي محدد تفتقر له بعض الجهات! مما يسهل انتهاك حقوق الموظف وتقييمه بشكل سيئ، العمل سيرحل عنك أو ترحل عنه فلا تستغرق بتفاصيله خارج أوقات الدوام، إلا في حالة واحدة إن كنت تضيع أوقات الدوام بالتأخر والحديث والملهيات والمشتتات ولا تمشي وفق جدول معين، فبقدر ضياع الوقت من العمل يجب تعويضه من باب الأمانة وحق صاحب العمل، فلا يصح مثلا التراخي بإنجاز المهام والاكتفاء بالحد الأدنى منها، مما يوجب تعويض الساعات المهدرة حتى على حساب المنزل، النهج الصحيح بالعمل إدارة الوقت وتقسيم الساعات الثماني وفق أجندة للأعمال التي تريد إنجازها، اكتبها بشكل مختصر كنقاط قصيرة ببساطة متناهية، ورقة صغيرة منذ الصباح ومع رشفات فنجان القهوة، اكتب: الاتصال بالمركز كذا، كتابة التقرير، حل موضوع.. إلخ، وإن لم تنته منها جميعا لأي سبب أو طارئ لمهمة عاجلة، ستكون الورقة نقطة انطلاقة لليوم الثاني مع إضافة المستجدات، وإن كنت أكثر تنظيما اجعلها أسبوعية ومرحلية، الجميل في هذا الأمر السعادة التي نشعر بها بعد النجاح لو بنسبة 50%، البعد عن مشتتات الوقت والاجتماعات الطويلة دون حد زمني، والتنظيم وسرعة الإنجاز عادة من عادات النجاح المكتسبة في إدارة الوقت، السير بخطوات تجاهها وإتقانها يحددان الفرق ما بين ساعات العمل وساعات الإنتاجية الحقيقية، كما أنه يقلل من الأعباء والأوراق خارج أوقات الدوام.

لا تنظر لنفسك من خلال أعين الناس ومدى رضاهم، بل من خلال تأمل ذاتك وتقييمها، ومتابعة تحقيق أهدافك في الحياة.

Alalabani_1@