الحوسبة الخضراء

الجمعة - 17 نوفمبر 2017

Fri - 17 Nov 2017

الانحباس الحراري والتغيرات المناخية الظاهرة هما الأكثر إثارة للقلق في الوقت الحاضر في جميع أنحاء العالم.

لذلك بدأت العديد من الحكومات، ومنها الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا، تطبيق برامج الحوسبة الخضراء (Green Computing) وتطبيق برامج النقل الحديثة الصديقة للبيئة التي يمكن أن تحد من هذه المخاوف، والهدف الرئيسي منها هو الحد من انبعاث الغازات الناتجة عن احتراق الوقود والحد من هدر الطاقة وإدارتها والتشجيع على إعادة الاستخدام وإعادة تدوير الأجهزة الالكترونية.

لقي هذا المصطلح الكثير من الاهتمام من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتحديد وزارة الطاقة الأمريكية، ووكالة حماية البيئة الأمريكية التي بدأت بتطبيق تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات الخضراء (Green ICT) في كافة قطاعات الأعمال بما في ذلك قطاع النقل بناء على استراتيجية خاصة، محاولة الوصول إلى عدة أهداف منها التحكم والسيطرة في الانبعاثات الصادرة من منشآتها الحكومية والخاصة الداخلية.

وكذلك شجعت الحكومة الأسترالية قطاعات الأعمال لتطبيق البرامج الخضراء، وذلك من أجل إصلاح المشكلة وبشكل كبير وفعال، حيث أنشأت استراتيجية خاصة بها فيما يتعلق بالحوسبة الخضراء وأنشأت أيضا برنامجا لقياس الانبعاثات في عام 2007 باسم «البرنامج الوطني للإبلاغ عن الاحتباس الحراري والطاقة» الذي يستفيد من البيانات والأرقام بشأن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والاستهلاك الكلي للطاقة.

بناء على التقارير فإن انبعاثات الغازات الدفيئة (GHG) سترتفع إلى 49% من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2020 وبنسبة 63% إلى 80% بحلول عام 2050، وبالتأكيد فإن هذا الرقم يدعو للقلق، لذلك بدأت هذه الدول بتطبيق الاستراتيجيات الخضراء لتحد من نسبة انبعاث هذه الغازات.

أصبح لدى قطاعات الأعمال في المملكة العربية السعودية الوعي الكافي عند زيادة استهلاك الطاقة وما له من أثر بزيادة التكلفة عليها. لذا الحوسبة الخضراء هي أفضل نهج مستدام في انبعاثات منخفضة جدا من الكربون، وأيضا في توليد فواتير منخفضة في نهاية المطاف.

إن اعتماد استراتيجيتي الولايات المتحدة وأستراليا بما يخص برامج الحوسبة الخضراء، والتي من ضمنها الحوسبة السحابية، في جميع قطاعات الأعمال سيحد وبشكل كبير من انبعاثات الكربون إلى الغلاف الجوي. ليس هذا فحسب بل إن تطبيق هذه الممارسات سيحد من استهلاك الطاقة والبنية التحتية بتكنولوجيا المعلومات إذ ينطوي على تنفيذها التقليل من التكلفة والوقت وتوفير الطاقة.

بالمختصر، فهناك عدة أمور تساعد على انتشار هذه التقنية، أولها هو الوعي الكامل وإدراك مدى حجم الضرر الذي ينتج عن استخدام التقنيات التقليدية، فالحوسبة الخضراء أو التقنية الخضراء تعد واجبا اجتماعيا ملزما على كل فرد للحفاظ على هذا الكوكب. ليس هذا فحسب فباستخدام هذه التقنية نكون قد قللنا الاعتماد على الطاقة الموجودة حاليا، ووفرنا جزءا كبيرا منها لأجيال المستقبل.