الأخلاق.. ضمير ذاتي أم تشريعات قانونية؟

الأربعاء - 08 نوفمبر 2017

Wed - 08 Nov 2017

الأخلاق وفقا للفلسفة الاجتماعية، وكونها شكلا من أشكال الوعي الإنساني، هي مجموعة القيم التي تعارف عليها الناس بكونها خيرة ونبيلة، وبصورة أخرى هي شكل من أشكال النضج والوعي الإنساني في الحياة.

‏فالأخلاق من حيث كونها مجموعة قيم نبيلة فإنها ترتقي لتصبح مرجعا ثقافيا للمجتمعات التي تمارسها، فالحب على سبيل المثال قيمة إنسانية نبيلة.

‏البعض قد يعزو عاطفة الحب إلى أنها شأن قلبي لا يرتقي لكونه عملا أخلاقيا، ولكن الحقيقة تقول بأن أعمال القلوب وإن كانت باطنة فإنها تظهر في السلوك الإنساني، ‏فإن أحببت شخصا على سبيل المثال فإن عاطفتك ستقودك لتصرفات إيجابية تظهر على شكل أخلاق حميدة.. احترام، حسن ظن، مساعدة، وغيرها من التصرفات.

‏الأخلاق من حيث المعايير السلوكية هي مجموعة التزامات عملية تظهر على شكل مثاليات في بعض الأحيان ولكنها مدفوعة بالاحترام وضبط النفس مع المحبة. ‏أما على المستوى المجتمعي فإن للأخلاق فيه فرعين:

المسؤولية الأخلاقية النابعة من الذات، والمسؤولية الأخلاقية التي يحددها القانون، ‏فالمسؤولية الأخلاقية النابعة من الذات تتعلق بالضمير وعلاقة الشخص بالله ونفسه والآخرين، ومتى فقد الشخص خلفيته الأخلاقية النبيلة فإنه خاسر، ‏أما المسؤولية الأخلاقية التي يحددها القانون، فإن الشخص سيكون ملزما بالنظام وفق ما يضعه من تشريعات يمشي عليها.

‏وكوننا مجتمعا مسلما علينا أن نستحضر دائما قول النبي عليه أفضل الصلاة والسلام: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق، ويكون هذا القول ملموسا في تعاملاتنا مع بعضنا.

‏وفي الختام، يقول أمير الشعراء أحمد شوقي:

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا