هدية الوطن الكبرى

الاثنين - 06 نوفمبر 2017

Mon - 06 Nov 2017

شتان ما بين هدايا الكبار المخلصين لأوطانهم، وهدايا الإرهابيين لمجتمعهم، تماما كما الفرق بين الثرى والثريا؛ فهدايا القادة العظماء نماء وازدهار ورخاء ومستقبل مشرق ومنافسة عالمية للأوطان المتحضرة، وهدايا الإرهابيين دمار وتفجير وقتل أنفس وسفك دماء للأبرياء، وتهجير بشر والعودة بالأوطان إلى العصور البدائية، حيث كان يعاني البشر من صعوبة الحياة وفقد قدرة المحافظة على مقوماتها الأساسية.

وفي هذا العام وفي إطار السير وبكل ثقة وعمل مخلص نحو تحقيق رؤية ولي العهد 2030 جاءت الهدية الكبرى للوطن في مؤتمر دافوس الرمال مشروع مدينة نيوم والذي أعلن عنه في يوم الثلاثاء 24 أكتوبر 2017 تحت ملكية كاملة من صندوق الاستثمارات العامة، وجاءت هذه الهدية من ولي العهد الأمير المخلص محمد بن سلمان لوطنه المملكة وللشعب السعودي عامة، والمنطقة الشمالية الغربية خاصة، للنهوض بالوطن وإحداث نقلة حديثة وغير مسبوقة من وضع الركود الحضاري إلى التقدم في مجالات حيوية تتضمن مستقبل الطاقة والتقنيات الحيوية، والغذاء والصناعة والإعلام وإنتاجه، وليساير الوطن قمة التقنية والعالمية بمفهومها الحديث والناهض بالجانب المعيشي الحيوي لشعب المملكة وهو الهدف الاستراتيجي من مشروع نيوم الكبير الممتد على مساحة تجاوزت ستة وعشرين ألفا وخمسمئة كيلو متر ويقع على أراضي ثلاث دول.

ويتميز المشروع بالقرب من البحر الأحمر معبر معظم التجارة العالمية، ويسهل موقع المشروع الوصول له من أي بقعة بالعالم وفي زمن لا يتجاوز أقصاه ثماني ساعات، ويتميز موقع نيوم بمناخ معتدل يتناسب مع معظم الراغبين في الاستثمار والاستفادة من خدماته التي سوف يتم تقديمها بعد اكتمالها نهائيا، ويعتمد نيوم على مصادر الطاقة المتجددة من الرياح والطاقة الشمسية وبجميع هذه المزايا يكون قوة جذب استثمارية لرؤوس الأموال العالمية، مع التأكيد هنا على ضرورة منح أصحاب الأعمال الأجانب مميزات وتسهيلات تفوق ما قد يعرض لهم في جهات أخرى في كل مرحلة من مراحل مشروع نيوم الذي يساهم وبفعالية بتوطين السيولة النقدية السعودية المحلية للمستثمرين السعوديين، مما يخلق دعما جديدا للاقتصاد المحلي، وفرصا استثمارية متنوعة في الإسكان والتصنيع والزراعة المائية بدون الحاجة للتربة، والأمن الغذائي والسياحة وما تحتاجه من فنادق وبنى تحتية متميزة تجذب الوجهات العالمية إليها، كما تتولى الروبوتات إدارتها، وعمليات الاهتمام بالبيئة المحلية داخل هذه المدينة العملاقة التي أطلقت عليها الصحافة العالمية مدينة الأحلام، وتغطي شبكة الانترنت المجانية كامل المشروع.

ويساهم نيوم بانتعاش القطاع الخاص أثناء مراحل التشييد، وبعد اكتمال المدينة الضخمة، ويؤدي هذا المشروع الكبير إلى حراك اقتصادي منتظر في المملكة والعالم بتقنية حديثة معتمدة على آخر ما توصلت له العقول البشرية من إنتاج معلوماتي وتقني. وسوف يتم بإذن الله استنساخ مدينة نيوم في بقية مناطق المملكة كما صرح بذلك ولي العهد، حفظه الله، ليعم الخير والرخاء جميع أرجاء المملكة العربية السعودية.