بين النجوم و«النيوم»

الاحد - 05 نوفمبر 2017

Sun - 05 Nov 2017

ربما في فترة من الزمن تستهوي كل منا هوايات غريبة واهتمامات مختلفة، فالصغار تختلف اهتماماتهم عن المراهقين، والشباب تختلف اهتماماتهم عن كبار السن، فتجد ما يروق لهذا لا يروق لذاك، وما يروق لذاك لا يروق لهذا.. وهكذا.

فعلى سبيل المثال، يبحث الطفل عن القصص والحكايات في مجلات الأطفال، ويبحث المراهق عن النجوم من الرياضيين والفنانين في الصحف اليومية وبين تلك المجلات، وتستهوي الشباب موضوعات الاقتصاد والسياسة، ولا يروق لكبار السن سوى الحديث عن المواعظ والذكريات.

أما اليوم فمهما تنوعت هذه الاهتمامات، إلا أنها تكون قابعة خلف شاشات التلفاز أو الجوال أو الايباد، محددة في برنامج يلخص كل تلك الخبرات في بعض الكلمات التي يمكن أن يصل إليها المتصفح بلمس الشاشة دون أي جهد يذكر، وعلى الرغم من ذلك لم يعد الاهتمام بقصة يحصل الطفل منها على عظة أو حكاية تكون في خاتمتها عبرة، ولم يعد المراهق يتابع فوز الفريق أو إخفاقه، أو يحلل أبعاد قصة قدمها نجم وبلورها، بل أصبح يتابع حياة ذلك النجم أو تلك النجمة، ويدخل في تفاصيلها، ماذا ارتدى هذا، وما جنس الجنين الذي تحمله تلك، وكذلك الأمر بالنسبة للشباب الذي أصبح يجري خلف حلم الثراء من خلال بعض الإعلانات، ويناقش أمور السياسة والاقتصاد من خلال تغريدات في أغلب الأحيان يرددها كما يردد الببغاء كلمات يسمعها دون أن يفكر في مداها أو صداها.

ولا يختلف «الشياب» كثيرا عن ذلك، فكل ما نأخذه من هذه التقنيات وكل ما نرسله إليها هي مصادرنا ومراجعنا الوحيدة في أغلب الأحيان. أصابت فوبيا الشهرة والنجومية الكثير من البشر، واستخدمت التقنية كوسيلة للوصول للنجومية، فجعلت من الحمقى نجوما ومشاهير، ومن التافهين جهابذة وإعلاميين.

وأصبح هدف الأغلبية الوصول للنجومية والانطلاق نحو الفضاء، ولكننا اليوم في مرحلة الانتقال من النجوم لـ»النيوم»، نحتاج إلى أنظمة تفكير تقوم بنقل الخبرة البشرية للحواسيب حتى تتمكن من تنفيذ مهام لا يستطيع تنفيذها إلا أصحاب الخبرة في هذا المجال، لذا لا بد أن يكون لدينا ذكاء اصطناعي حتى نستطيع التعامل مع تلك التطبيقات، ونتمكن من تحويل الأصوات إلى كلمات، فهي تتلقى الأوامر وتستطيع الحركة، والتعرف على بصمات العين والوجه، برمجيات تقدم حلولا من أجل اتخاذ قرار من عدة بدائل. برمجيات يمكن الإفادة منها في مجالات التربية والتعليم عبر برامج تتفاعل مع المستخدم، والإفادة منها في برامج التشخيص الطبي والصناعة، وهذا يتطلب تغيرا تحويليا في هذه المجالات لتطوير أنظمة تحقق مستوى من الذكاء شبيها بذكاء البشر من خلال التصنيف والتجارب، والإفادة من الخبرات السابقة ورصد التوقعات. فالمستقبل الجديد يحتاج للمزيد من العمل الدائم والسعي الدؤوب.