فريق أرامكو ينهي 99 % من مشاريع سيول جدة

فهد الحسني - جدة

اطلع مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل، في مكتبه بجدة أمس، على المراحل النهائية لمشاريع درء أخطار السيول والأمطار بمحافظة جدة، والتي وصلت نسبة الإنجاز فيها بحسب إدارة المشروع إلى 99 % وتعد في مراحلها النهائية حاليا.

وقدم مديرعام المشروع المهندس أحمد السليم ، تقريرا أوضح من خلاله انتهاء العمل في المرحلتين الأولى والثانية (الحلول العاجلة، والدائمة)، وسلمت للجهات المعنية، وتبقى تسليم المرحلة الثالثة ممثلة في مشاريع شرق جدة (حماية التمدد العمراني) لتصريف السيول التي بلغت نسبة إنجازها 99.13% .

كما اشتمل على مراحل تنفيذ المشروع، الذي وقع عقده الأمير خالد الفيصل أواخر رمضان1434، ومراحل إنجاز الحلول العاجلة التي أنجزت في محرم 1433، ومشروع الحلول الدائمة الذي انتهى العمل فيه مطلع جمادى الأولى 1434.

بدايات المشروع

وتطرق العرض إلى بدايات المشروع حين استعان الأمير خالد الفيصل بأرامكو لإدارته وتنفيذه تحت إشراف إمارة المنطقة، كما اشتمل على أهداف المشروع الرامية لحماية تمدد النطاقين السكاني والعمراني شرق المحافظة من الخمرة جنوبا إلى وادي كراع شمالا من أخطار مياه السيول، فضلا عن فرص العمل التي وفرها المشروع للشباب السعودي، من خلال شركة أرامكو التي نفذته على مرحلتين، عاجلة شملت 12 مشروعا للمناطق الأكثر تضررا، ومشروع سد أم الخير، وتعزيز أعمال سد السامر.

واشتمل العرض على المرحلة الثانية التي حملت اسم الحلول الدائمة وجرى خلالها إنشاء 5 سدود رئيسة مجموع أطوالها 2500 متر، قدرت طاقتها الاستيعابية بما يزيد عن 24 مليون متر مكعب، تساندها 7 سدود رديفة بلغ مجموع أطوالها 1800 متر.

واطلع الفيصل على عمل توثيقي أعدته إدارة المشروع تضمن 27 كتابا تمثل 16 موضوعا، من أبرزها مخرجات العمل في المشروع.

ومر العمل في المشروع منذ انطلاقه بثلاث مراحل:

أولا : الحلول العاجلة

تم الانتهاء من مشاريع الحلول العاجلة الأربعاء 5 محرم 1433، حيث نفذت في وقت قياسي لم يتجاوز 110 أيام بواقع 24 ساعة عمل لمدة 7 أيام أسبوعيا استغرقت 5 ملايين ساعة عمل قام بها 4200 عامل باستخدام أفضل التقنيات العالمية وجلب أحدث المعدات والآليات عن طريق البحر والجو عبر ثلاث طائرات، منها أكبر طائرة شحن بالعالم.

وهذه الحلول تعد جزءا من الحلول الدائمة لكن تطلب تنفيذها بشكل عاجل.

وشمل نطاق الحلول العاجلة الحد من خطورة مياه السيول التي كانت تهدد سلامة سكان المحافظة حيث تم تنفيذ 14 مشروعا عاجلا تضمنت:

• إنشاء سد أم الخير بارتفاع يتراوح بين 6.5 إلى 8.5 م وطول 1050 م وربطه بقناة مجرى السيل الشمالي عن طريق قناة تصريف مفتوحة بطول 708 م وعرض 30 م.

• تعزيز أعمال سد السامر عن طريق إنشاء قناة تصريف مفتوحة بطول يقارب 2850 م وعرض 37 إلى 43 م وربطها بقناة مجرى السيل الشمالي.

• التعزيز الإنشائي للسدين الترابي والاحترازي لزيادة كمية الأمطار التي يمكن استيعابها.

• معالجة 12 نقطة من أماكن تجمع مياه الأمطار في الأنفاق والتقاطعات والأحياء، حيث تم إنشاء 13000 م طولي من شبكات تصريف مياه الأمطار وأكثر من 160 غرفة و400 نقطة تجميع مياه.

• تركيب 25 مضخة لرفع المياه في الأنفاق إضافة إلى مضخات متنقلة في الطوارئ.

• فحص وتنظيف 70,000م من أنابيب شبكة التصريف الحالية.

كما شملت الحلول العاجلة تأسيس وتجهيز مركز لإدارة الأزمات والكوارث في مقر الإمارة بجدة، وتجهيز 16 مركزا للإسناد والطوارئ مدعومة من مديرية الدفاع المدني بالوحدات البشرية والمعدات تغطي جميع الأحياء.

ثانيا : الحلول الدائمة لحماية النطاق العمراني لمدينة جدة من مخاطر السيول

ونوه السليم إلى أن المرحلة الثانية «الحلول الدائمة لحماية النطاق العمراني من مخاطر السيول» تم الانتهاء منها الأربعاء غرة جمادى الأولى 1434، في وقت قياسي لم يتجاوز 10 أشهر،حيث شمل نطاق الحلول الدائمة لحماية مدينة جدة من مخاطر السيول ما يلي:

1 - الانتهاء من تشييد خمسة سدود جديدة مجموع أطوالها 2500م بطاقة استيعابية تزيد عن24 مليون م3 من مياه الأمطار في كل من: وادي غليل، وادي بريمان، وادي أم حبلين، وادي دغبج ووادي غيا، إضافة لبناء 7 سدود رديفة للمشاريع الدائمة مجموع أطوالها 1800م.

والغرض الأساسي من هذه السدود هو خفض مستوى تدفق السيول عبر القنوات الفرعية تم إنشاؤها بمجموع أطوال يقارب 20 كلم لتصريف وتفريغ المياه في البحر تدريجيا وبأمان خلال 15 يوما، وبالتالي تقليل مخاطر السيول في مدينة جدة.

2 - الانتهاء من زيادة الطاقة الاستيعابية لقنوات مجاري السيول الرئيسة الثلاثة الحالية (الشرقية، الشمالية والجنوبية) لتتحمل شدة مطرية بمعدل تكرار 100 سنة.

وبين أن مجرى السيل الشرقي يستوعب معظم المياه المتدفقة من مناطق التجمع شرق مطار الملك عبدالعزيز الدولي حيث تم الانتهاء من تشييد أربعة سدود جديدة مع المجاري الفرعية لسدود وادي بريمان، وادي أم حبلين، وادي دغبج، وادي غيا.

طول المجرى نحو 24 كلم حيث تصرف مياه الأمطار من وادي بريمان بمحاذاة طريق الحرمين إلى خليج سلمان.

وتم الانتهاء من إعادة تأهيل 21 كلم من المجرى، وذلك بزيادة الطاقة الاستيعابية عبر توسعة عرض المجرى ليصل إلى 60 م في الأجزاء القريبة من خليج سلمان وإنشاء عدد من الجسور.

قناة مجرى السيل الشمالي

مجرى السيل الشمالي يصرف مياه الأمطار والسيول من سدي السامر وأم الخير مرورا بمحاذاة شارع الأمير محمد بن عبدالعزيز بطول 20 كلم، إضافة إلى مصب تصريف جديد في البحر الأحمر، كما تم الانتهاء من تعزيز السعة بإضافة عبارتين صندوقيتين متماثلتين بطول 2 كلم لتصبح قادرة على تصريف 93 م3 من مياه السيول بالثانية.

قناة مجرى السيل الجنوبي

مجرى السيل الجنوبي يصرف مياه الأمطار والسيول من وادي غليل والجامعة إلى أن يصب في البحر الأحمر بطول 24 كلم .

إذ تم الانتهاء من جميع الأعمال الإصلاحية إضافة إلى توسعة عرض مجرى السيل، وتعديل بعض الميول في قناة المجرى وإعادة تأهيل عدد من الجسور.

3 - الانتهاء من الأعمال الإنشائية لقنوات المطار بطول 34 كلم لتصريف مياه الأمطار بمحاذاة مطار الملك عبدالعزيز، وتوفر قنوات المطار البنية التحتية الرئيسة لتصريف مياه الأمطار لمساحة 103 كلم2.

وتقع هذه القنوات في المناطق الشمالية الشرقية والشمالية الغربية لمدينة جدة بمحاذاة مطار الملك عبدالعزيز وشمل نطاق عمل مشروع قنوات المطار على تركيب ما مجموعه 55 كلم من الأنابيب ذات قطر 3.5 م، 164 غرفة تفتيش، 240 نقطة تجميع مياه، حوضين مائيين بقدرة استيعابيه تقدر بـ 330 ألف م مكعب من المياه، وثلاثة مصبات مائية، أحدها في شرم أبحر واثنان في البحر الأحمر.

وهذه المصبات قادرة على تصريف أكثر من 63 م3 من المياه في الثانية الواحدة.

زمن قياسي

ولفت السليم إلى أن مشروع قنوات المطار لتصريف مياه الأمطار يعد أحد المشاريع العملاقة التي تضاف لإنجازات المحافظة حيث نفذ في زمن قياسي استغرق تنفيذها 18 شهرا وهذه المدة تعد إنجازا قياسا بما واجهه فريق العمل من تحديات كبيرة خلال مراحل التنفيذ والتي كان من أهمها تواجد كميات هائلة من المياه التي تطلب نزحها خلال أعمال الحفر من خلال تركيب منظومة موقتة بـ 92 كلم طولي من الأنابيب و400 مضخة تم تصنيعها بصفة خاصة للمشروع وبها تم نزح أكثر من 150 مليون م3 من المياه، وما إن تم إيجاد حل للمياه الجوفية حتى واجهت الفريق مشكلة أخرى تمثلت في عدم سلامة الخنادق والتي بدورها تطلبت تركيب أكثر من 28 كلم طولي من الجدران الاستنادية للحفريات لمنع انزلاق التربة أثناء العمل داخل الحفريات وصلت أعماقها إلى 12م، وكان العمل يجري على مدار الساعة حتى الانتهاء من أعمال التنفيذ وتسليمها للجهة المعنية.

ثالثا : الحلول الدائمة لحماية التمدد العمراني شرق جدة

بين المهندس السليم أنه تم الانتهاء من الأعمال الإنشائية للمرحلة النهائية لدرء أخطار السيول عن التمدد العمراني لجدة حتى عام 1450، ويجري العمل على تسليمها للجهات المعنية، والتي تم توقيع عقودها الاثنين 21 رمضان 1434وتشتمل على أربعة حزم هي:

1 - قنوات مجاري سيول مفتوحة ومبطنة بالخرسانة لدرء أخطار السيول في وادي الخمرة بطول إجمالي 37 كلم.

2 - تم إنشاء قنوات مجاري سيول مفتوحة مبطنة بالخرسانة لدرء أخطار السيول لأودية غير محمية شرق جدة هي مجرى وادي حفنة، مجرى وادي بريمان، مجرى وادي أم حبلين الجنوبي بإجمالي طول 7.6 كلم.

كما يشمل نطاق عمل الحزمة رفع الطاقة الاستيعابية للسد الاحترازي، إضافة إلى إنشاء عدد من جسور المشاة على قنوات مجاري السيول المفتوحة للسماح للمشاة بالانتقال بسهولة ويسر بين جانبي القنوات، إضافة إلى تركيب شبكات لتصريف مياه الأمطار لأحياء السامر، مدائن الفهد، الرغامة، النخيل، الواحة.

3 - تم إنشاء قنوات تصريف بطول 5300 م شمال مطار الملك عبدالعزيز والتي تخدم مجموعة من المشاريع الهامة مثل مدينة الملك عبدالله الرياضية، مستشفى الملك فيصل التخصصي، وزارة الإسكان، مطار الملك عبدالعزيز الدولي ومدينة الأمير سلطان الثقافية تمثلت في إنشاء أنابيب لتصريف مياه الأمطار لطريق الحرمين بإجمالي طول 10,700 م طولي، إضافة إلى إنشاء مجرى وادي عشير بطول 1600 م طولي.

كما يشمل نطاق عمل الحزمة إعادة تأهيل 480 م من قناة عرفات وإنشاء 860 م طولي من الأنابيب تخدم نادي الفروسية، إضافة إلى تطوير تصريف مياه الأمطار لـ 15 نفقا قائما وذلك بتوفير محطات ضح ومولدات كهربائية احتياطية.

4 - تم إنشاء قنوات مجاري سيول مفتوحة ومبطنة بالخرسانة لدرء أخطار السيول في وادي كراع ووادي مريخ الشمالي بطول إجمالي 44 كلم إضافة لإنشاء سد لوادي مريخ وملحقاته من سد رديف ومفيض للسد.

أسباب النجاح

وأوضح المدير العام للمشروع أن من أسباب نجاح تنفيذ المشروع حسب الجدول الزمني المتفق عليه تركيزه منذ البداية على جمع المعلومات، حيث كان التنفيذ منوطا بآلاف من العاملين بينهم مئات من المهندسين المتخصصين تشاركوا في جمع وتحليل وثائق ومستندات وصل عددها 37 ألف وثيقة لتكوين قاعدة بيانات كبيرة ومنظمة خاصة بالمشروع ومن ثم استعمال الدراسات الجيوفيزيائية والجيوتقنية المتقدمة الخاصة بالسدود الجديدة والتصاميم التفصيلية للقنوات الجديدة وتوسعة القنوات الحالية، إضافة إلى استعمال الدراسات الهيدرولوكية والهيدرولوجية لتحديد مصاب الأودية باستخدام خرائط عالية الدقة لحساب الميول.

و قدم أكثر من 450 مهندسا في التصاميم ملايين من ساعات العمل على الورق والأرض في كل من جدة وهيوستن ولندن من أجل نقل محافظة جدة إلى موثوقية كاملة ضد أخطار السيول والأمطار وفق معدلات هطول بمعدل تكرار مئة عام.

13 ورشة عمل

وأضاف بأنه نظرا لضخامة هذه المشاريع من حيث المساحة الجغرافية، تطلب ذلك التخطيط مبكرا والتنسيق بين الجهات ذات العلاقة، حيث نظم فريق إدارة مشروع مياه الأمطار وتصريف السيول بالمحافظة منذ تسلمه مهام إدارة المشروع 13 ورشة عمل شارك فيها 1510 ممثلين من جميع الجهات الحكومية والخدمية، حيث شهدت الورش انضباطا وحضورا وتفاعلا من 28 جهة حكومية وخدمية في جدة دون استثناء، إضافة إلى عقد اجتماعات نصف شهرية مع جميع الجهات الحكومية والخدمية ذات العلاقة والتي وصل عددها إلى 67 اجتماعا إضافة إلى الاجتماعات التنسيقية المنفردة مع بعض الجهات ذات العلاقة التي تعقد بصفة شبه يومية لمناقشة وحل الموضوعات التي تطرأ.

حزمة حلول

كما تطلب إنجاز مشروع تصريف السيول أن يكون على شكل حزمة حلول دائمة ونافعة للأجيال مسبوقة بإتمام تنفيذ حلول دائمة لجدة بعد الإنجاز الكامل وبوقت قياسي لحزمة الحلول العاجلة.

كل هذه الحلول كانت لهدف وطني كبير يرمي إلى تحرير جدة من (عقدة السيول) بعد أن رسمت لها في المحافظة (إنسانا ومكانا) صورة ذهنية سلبية حتى لدى مواطنين لا يسكنونها لكن بتوافر الإرادة والإدارة في التنفيذ على أيدي كوادر سعودية ذات كفاءة عالية تحققت الأهداف.

يذكر أن جدة يتوفر بها بنية تحتية لشبكات تصريف مياه الأمطار بطول 480 كلم تنفذ الأمانةعمليات صيانة وتنظيف هذه الشبكات لتظل في حالة كفاءة وتشغيل عالية.

خطوات تنفيذية لمشاريع السيول

1 - 600 ألف اختبار فحص للمواد المستخدمة للتأكد من مطابقة المواصفات.

2 - 1500 نقطة تقاطع مع شبكات الخدمات الأخرى تمت معالجتها.

3 - العاملون في المشاريع 27 ألفا.

4 - عدد المعدات المستخدمة 5000 .

5 - عدد الساعات 54 مليون ساعة عمل.

6 - حجم الحفريات نحو 22 مليون متر مكعب.

7 - استخدم 162 ألف طن حديد.

8 - 2 مليون متر مكعب من الخرسانة.