شكرا أيها الملك الشجاع

الجمعة - 29 سبتمبر 2017

Fri - 29 Sep 2017

حقا إنها أيام استثنائية في تاريخ المملكة العربية السعودية، فقد فرح السعوديون بعد سبعة وثمانين عاما بهذا اليوم الذي فيه أصبحت لهم هوية سعودية يعرفون بها بين شعوب العالم بل ويفاخرون بها.

خرجنا رجالا ونساء، كهولا وصغارا نتوشح اللون الأخضر ونحمل صور قادتنا ونتغنى بالوطن مبتسمين مستبشرين، لم نجد بيننا من يعكر صفونا وبهجتنا، ثم ضج خبر السماح للمرأة بقيادة السيارة ونحن في عز نشوة يومنا الوطني الكبير، وابتهج السعوديون قبل السعوديات، كيف لا وهم يرون أن زوجاتهم وبناتهم ينظر إليهن بالنظرة العادلة من حيث الأهلية والمساواة في الحقوق والواجبات التي كفلها لهن دين الله قبل القانون.

كالعادة يخرج دائما قلة قليلة تتخوف من كل جديد، وتهول وتصور المستقبل في ظل المتغيرات الجديدة أنه نهاية للأمة وضياع للأخلاق والمبادئ والقيم، وقد حدث هذا عند إقرار تعليم المرأة، وعند بدء البث التلفزيوني في المملكة، وكذلك عندما سمح بالقنوات الفضائية، وعند انتشار الجوالات، ثم كان الجوال (أبو كاميرا) طامة الطوام! والقائمة تطول، بعد فترة تخفت تلك الأصوات تدريجيا وما نلبث إلا أن نراهم هم وعائلاتهم يتعاطون مع كل ما ذكر أعلاه.

لا شك أنها قرارات تاريخية ستخلد اسم الملك الشجاع سلمان بن عبدالعزيز إلى الأبد في تاريخ الأمة السعودية، هذا الملك الذي يسابق الزمن في حل كل المواضيع المعلقة التي تؤثر على مسيرة التقدم والنماء، ولعلي لا أبالغ إذا قلت إن أفضل قرار اتخذه الملك سلمان منذ توليه الحكم هو اختياره للأمير محمد بن سلمان ليكون العضيد في المسيرة المباركة، فالوطن يحتاج في هذا الوقت هكذا قيادة، قيادة حازمة لا تعرف التسويف، قيادة حددت الأهداف وربطتها بالزمن، لذلك الوقت في منظور هذه القيادة ثمين ويفسر تسارع القرارات.

سر بنا أيها الملك الشجاع، وسر بنا يا ولي العهد، إلى المستقبل الجميل، مستقبل العدل والمساواة والحياة الكريمة، واحمونا من ثلة أخفت البهجة والبسمة عن وطننا عشرات السنين، فقد رأيتما مكانكما في قلوب الشعب الذي خرج من دون أمر ملكي أو مرسوم، وما أخرجهم إلا حب الوطن وقادته، فشكرا ملء السماء للملك الشجاع وولي عهده الأمين.