وانتهت تلك الحقبة.. لن تعودي!
سنابل موقوتة
سنابل موقوتة
الخميس - 28 سبتمبر 2017
Thu - 28 Sep 2017
وانفجرت البالونة التي استمر نفخها عدة عقود، وحين انفجرت لم يحدث شيء، «لا طاحت نجوم السما ولا تاه في الظلما قمر». خبر السماح بقيادة المرأة هو أغرب خبر يمكن أن تسمعه في كوكب الأرض، فهو من ناحية قرار شجاع وجريء، ومن ناحية أخرى يبدو طبيعيا وكأنه إعلان بالسماح للرجل السعودي بلبس الشماغ.
هو طبيعي لأن الأصل أن قيادة المرأة لسيارتها بديهي ولا يحتاج لكل هذه السنوات من التفكير، وهو قرار شجاع لأن الحديث عن هذا الأمر كان من المحرمات الاجتماعية التي يعد مجرد نقاشها خارما للمروءة. وكثيرون كانوا يعارضون مثل هذا الأمر وهم لا يملكون سببا واحدا حقيقيا وملموسا لتلك المعارضة، وكل الأسباب ـ دون استثناء ـ التي تمنع المرأة من قيادة سيارتها يمكن أن تنطبق أيضا على الرجل أو على المرأة في وجود السائق، وأنا أتكلم عن أسباب المعارضين التي تبدو منطقية ولا أعني الأسباب البلهاء مثل قصة المبايض وغيرها من القصص التي هي أقرب للتهريج والسفه من أن تكون رأيا أو تصورا حقيقيا يمكن احترامه أو نقاشه.
والذي سيحدث في قادم الأيام وحين تنتقل المرأة من الكرسي الأيمن إلى الأيسر أنه ستظهر أصوات مع كل حادث أو مشكلة تقع فيها امرأة أثناء القيادة ليقول «ألم نحذركم»، وقبل أن يحدث ذلك فإني أشكر هؤلاء على تحذيراتهم وأحيطهم علما بأن الحوادث تقع قبل إقرار قيادة المرأة، وستقع بعد القرار، ويؤسفني كثيرا أن الحوادث المرورية ستستمر كما كانت سابقا وسيكون هناك ضحايا من النساء كما كان في السابق أثناء جلوسهن في المرتبة الخلفية. ولذلك فإنك حين تفرح لحادثة مؤسفة وتأتي لتصرخ «ألم أخبركم» فإنك لن تأتي بشيء جديد، ولكنك فقط تريد أن تقنع نفسك أن معارضتك لم تكن عبثية.
ولعلي هنا أشد على أيدي الإخوة والأخوات الذين يتخذون «الآن» موقفا مناهضا لقيادة المرأة بأن يستمروا وألا يسابقوا الناس على شراء السيارات وزيادة زحمة الشوارع.
ولعله من المهم الإشارة هنا إلى أن الأمر ليس إجباريا، ولن يأتي شرطي مرور ليجبرك على قيادة السيارة وأنت لا تريدين ذلك، فاستمري في موقفك انتصارا لمبدئك ورحمة بالشوارع.
وعلى أي حال..
حل قضايا المرأة المعلقة ليس فقط انتصارا للعدالة، ولكنه أيضا سيريح الناس من كثير من الذين لا يجيدون الحديث إلا في هذه الدائرة، سيبدون تائهين لأن المساحة المتاحة «لليبراليتهم» تقلصت إلى حد العجز عن الحركة.
@agrni
هو طبيعي لأن الأصل أن قيادة المرأة لسيارتها بديهي ولا يحتاج لكل هذه السنوات من التفكير، وهو قرار شجاع لأن الحديث عن هذا الأمر كان من المحرمات الاجتماعية التي يعد مجرد نقاشها خارما للمروءة. وكثيرون كانوا يعارضون مثل هذا الأمر وهم لا يملكون سببا واحدا حقيقيا وملموسا لتلك المعارضة، وكل الأسباب ـ دون استثناء ـ التي تمنع المرأة من قيادة سيارتها يمكن أن تنطبق أيضا على الرجل أو على المرأة في وجود السائق، وأنا أتكلم عن أسباب المعارضين التي تبدو منطقية ولا أعني الأسباب البلهاء مثل قصة المبايض وغيرها من القصص التي هي أقرب للتهريج والسفه من أن تكون رأيا أو تصورا حقيقيا يمكن احترامه أو نقاشه.
والذي سيحدث في قادم الأيام وحين تنتقل المرأة من الكرسي الأيمن إلى الأيسر أنه ستظهر أصوات مع كل حادث أو مشكلة تقع فيها امرأة أثناء القيادة ليقول «ألم نحذركم»، وقبل أن يحدث ذلك فإني أشكر هؤلاء على تحذيراتهم وأحيطهم علما بأن الحوادث تقع قبل إقرار قيادة المرأة، وستقع بعد القرار، ويؤسفني كثيرا أن الحوادث المرورية ستستمر كما كانت سابقا وسيكون هناك ضحايا من النساء كما كان في السابق أثناء جلوسهن في المرتبة الخلفية. ولذلك فإنك حين تفرح لحادثة مؤسفة وتأتي لتصرخ «ألم أخبركم» فإنك لن تأتي بشيء جديد، ولكنك فقط تريد أن تقنع نفسك أن معارضتك لم تكن عبثية.
ولعلي هنا أشد على أيدي الإخوة والأخوات الذين يتخذون «الآن» موقفا مناهضا لقيادة المرأة بأن يستمروا وألا يسابقوا الناس على شراء السيارات وزيادة زحمة الشوارع.
ولعله من المهم الإشارة هنا إلى أن الأمر ليس إجباريا، ولن يأتي شرطي مرور ليجبرك على قيادة السيارة وأنت لا تريدين ذلك، فاستمري في موقفك انتصارا لمبدئك ورحمة بالشوارع.
وعلى أي حال..
حل قضايا المرأة المعلقة ليس فقط انتصارا للعدالة، ولكنه أيضا سيريح الناس من كثير من الذين لا يجيدون الحديث إلا في هذه الدائرة، سيبدون تائهين لأن المساحة المتاحة «لليبراليتهم» تقلصت إلى حد العجز عن الحركة.
@agrni