الوطن.. في عصر الحزم!

الجمعة - 15 سبتمبر 2017

Fri - 15 Sep 2017

في هاتين (الحقبتين) الأخيرتين بالذات، نشط لدينا تياران فكريان مثلا خلايا تفتر حينا وتهب حينا آخر، بحسب الظروف السياسية المحيطة، تيار متشدد يصفق مع جماعة الإخوان ومع كل من يتعاطف معهم، وتيار منحل تراه يدعو لكل ما يصادم عادات وتقاليد مجتمعنا المحافظ حتى بات بوقا لأعداء الوطن.

هذان التياران نراهما يسيران في خطين متوازيين، كل منهما يريد جرنا إلى هدفه الذي لا يتواءم مع طبيعتنا وما ألفناه وارتضيناه.

جاء عصر الملك سلمان بن عبدالعزيز، وجاء معه العزم والحزم، مطلقا صافرة الإنذار من بداية عاصفة الحزم، التي روضت إيران وعملاءها والخونة معها ونرى ونسمع صافراتها الآن تلجلج في الداخل معلنة تنظيف مجتمعنا من جميع الأفكار الضالة والمنحرفة، لم تبق ولم تذر كل من خدع نفسه وظن أنه في منأى من المساءلة والعقاب جراء استعدائه على الوطن أو سبه للصحابة رضوان الله عليهم أو التعاطف مع إيران، أو كل من اتخذ الدين مطية له لتحقيق مآربه السياسية أو التجارية، مستخدما منصة تويتر منبرا له لدغدغة مشاعر العامة من أتباعه السذج.

تعامل الدولة مع ساسة قطر جراء خيانتهم لجيرانهم ومؤامراتهم، أعطى نتيجة إيجابية، رأينا طوالعها في انتهاء التمرد والخيانة في العوامية والمسورة بمحافظة القطيف وشل حركة الدواعش في العراق وقطع دابر الإيرانيين من حولنا وفي داخلنا في موسم الحج لهذا العام الذي نجح نجاحا أبهر العالم بفضل الله ثم بفضل سياسة الحزم الظاهرة.

النظام الأساسي للحكم تضمن في إحدى مواده ما كفل الحفاظ على العقيدة والمجتمع والوطن، وأن الدفاع عن هذه الثلاث من أساس مرتكزات هذه الدولة التي قامت على يد المؤسس البطل الملك عبدالعزيز -رحمه الله- واستمر العطاء والنماء حتى عصرنا الحاضر في عهد حامي (العقيدة والسنة والوطن) خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله وأدامهما، كما تضمنت إحدى مواد النظام الأساسي للحكم نشر الوسطية ونبذ التطرف والمحافظة على عقول النشء من الأفكار الهدامة.

في هذا العصر نشاهد العالم من حولنا يعيش حالة من الاضطراب السياسي يدعمه التطرف بشقيه تحت ذرائع ظاهرها فيه الشفقة على الشعوب وباطنها فيه عشق التسلط ونسف الأوطان وضياع الدين.

عصر الملك سلمان بن عبدالعزيز، أحسبه من العصور الذهبية التي تجسد معاني العزم والحزم والنأي بالوطن عن الفتن والشرور ومحاسبة المتطرفين الذين يريدون جر الوطن لبراثن الثورات، التي لم تجلب خيرا على أوطانها بقدر ما أهلكت الحرث والنسل والممتلكات وشردت ويتمت وقتلت البشر وأعادت أوطانها قرونا للخلف.

نحمد الله أننا في عصر قيادة نشأت على الدين والخوف من الله وتربت على الكتاب والسنة ومصاحبة الأخيار الصالحين واختيار المستشارين الأتقياء الأنقياء الأمناء.

ولعلي لا أكون مخطئنا إن قلت: ‏لم يكن مجتمعنا أكثر وعيا ولم تكن دولتنا أكثر حزما ولم يكن وطننا أكثر صلابة كما هو اليوم.

نحن نشاهد ذلك ونسمع به ونرى ردات فعل شرائح المجتمع التي تعبر عن فرحها وسعادتها جراء هذه الإجراءات النظامية التي تصب في قالب الأمن الفكري والسياسي للوطن والمجتمع، بل تحافظ على الدين والعقيدة، ولعلها من ثمار (رئاسة أمن الدولة).

كل مواطن محب لوطنه، لا بد وأنه سيقابل مثل هذه الإجراءات بحق كل متطرف بارتياح تام، وسيقف بمشاعره ودعواته مع كل خطوة تتخذها الجهات الأمنية بحق كل محرض أو عميل أو مشبوه تراه قد يشكل خطرا على أمن الوطن والمجتمع.

ولعل من حسن الحظ أن هذه الخطوات الاحترازية التي تقوم بها الجهات الأمنية في ردع أصحاب الأفكار الضالة والمتطرفة على عقول النشء واكبت وجود وزير إعلام (نابه وفطن) يعي خطورة (الكلمة والتغريدة) على الدين والوطن والمجتمع، وهو ما نؤكد عليه، بأنه وبإذن الله سيكون (حارسا للسان والقلم) وكابحا لجماح المتطرفين من الكتاب والمغردين، ولعل بصماته التي سجلها خلال ثلاثة أشهر من استلامه حقيبة الثقافة والإعلام، وجسدها في موسم حج هذا العام تجعلنا نتفاءل بمعاليه ونكون أكثر اطمئنانا لسلامة وسائل الإعلام ومنابر الثقافة من كل فكر متطرف وصاحب توجه مشبوه، ودمتم بخير.