المؤسسات التعليمية والتحول نحو مجتمعات التعلم المهنية

الثلاثاء - 25 يوليو 2017

Tue - 25 Jul 2017

تعبر الرؤية الجديدة للنظام التعليمي في المملكة العربية السعودية عما تصبو إليه القيادة الرشيدة والحكيمة والمجتمع السعودي من طموحات لتزويد جميع المتعلمين بالمعارف والمهارات والقيم والسلوكيات التي تعينهم على التعامل مع المتغيرات الحياتية المختلفة والمشاركة في العملية التنموية.

هذه الرؤية تضع المتعلمين وتعلمهم تطوير العملية التعليمية في بؤرة كل الاستثمارات التربوية، إذ تتمثل طموحات الاستراتيجية في وضع المتعلمين وتعلمهم وعمليات تطوير المدارس في بؤرة كل الاستثمارات التربوية، فالغاية هي تمكين جميع المتعلمين من المرور بخبرات تعليمية تعلمية عالية الجودة بما يساهم في تحقيق أعلى المعايير التربوية والتعليمية.

ولقد أدى الإخفاق المتتالي للإصلاحات التعليمية التي تفرض على المدرسة من خارجها من ناحية، إلى جانب عجز المدرسة التقليدية عن التحول من النموذج التقليدي السائد إلى نموذج المعلومات والمعرفة من ناحية أخرى، أدى ذلك إلى ضرورة التفكير في مدخل تطويري إصلاحي جديد، ينبع من داخل المدرسة ذاتها، حيث أثبتت بعض الممارسات العملية أن قدرة المؤسسة التعليمية على التحسين ودعمه تعتمد إلى حد كبير على قدرتها على بناء ودعم مجتمعات تعلم مهنية أو مجتمعات الممارسة، ويقصد بها تلك المجتمعات التي يشارك فيها المعلمون في أنشطة القيادة وصنع القرار، ويكون لديهم شعور مشترك بالهدف، كما يشاركون في العمل التعاوني ويتحملون مسؤولية مشتركة عن نتائج أعمالهم.

وبناء على ما سبق فإن المجتمعات المهنية للتعلم يمكن أن تصبح مدخلا قويا إلى التنمية المهنية واستراتيجية فعالة لتغيير وتطوير المدارس، حيث يؤكد معظم الباحثين أن مجتمعات التعلم تمثل الأمل الحقيقي لإصلاح المدارس وتحسين الإنتاجية التعليمية، وخاصة أنها مدخل للإصلاح منخفض التكلفة إذا قيس بغيره من المداخل الإصلاحية الأخرى، وكذلك على ضوء الممارسات الفعلية وتحول كثير من المدارس من النمط التقليدي إلى مجتمعات تعلم مهنية في كثير من دول العالم، والنجاح الذي حققته، وبما أن الواقع الممارس يشير إلى أن غالبية المدارس لم تتحول بعد إلى مجتمعات للتعلم، فما زالت الأفكار والقيم السائدة تدور حول تعليم التلاميذ فحسب، بالرغم من أن العصر يؤكد أهمية التعلم لجميع الأفراد في المدارس، بما فيهم المدير والمعلم والتلميذ، فهو مجتمع يعلم بعضه البعض الآخر.