علي الحجي

ركائز السعادة

الثلاثاء - 04 يوليو 2017

Tue - 04 Jul 2017

يعيش الإنسان منذ ولادته حتى وفاته رحلة إبحار تتقاذفه فيها الأمواج وتعصف به الرياح وهو يكابد ويجاهد ليصل لشاطئ السعادة، السعادة التي يفترض أن تكون جزءا من الرحلة أيضا. هذه الرحلة تختلف في طبيعتها من شخص لآخر، ولكنها تتفق لدى الجميع أن لها بداية ونهاية، والسعيد فيها من يسير بالسفينة إلى بر الأمان بأقل ضرر وأكثر حصيلة.

وترتكز السعادة النفسية على ثلاثة مرتكزات رئيسية إذا اختل أحدها اضطرب واختل اتزان الفرد النفسي وفقد السيطرة أو بعضها على حياته وظروفه، وقلت إنتاجيته وإيفاؤه بمتطلبات حياته.

أول وأهم هذه المرتكزات أن تكون ردود فعله وانفعالاته مناسبة ومتوافقة مع حجم الحدث وزمانه ومكانه، فسنة الحياة تقتضي الصحة والمرض، والغنى والفقر، والموت والحياة، والنجاح والفشل.

والجمود تجاهها وعدم التأثر يوازي أن يكون ريشة تعصف بها أي نسمة هواء عابرة، ولذلك ينبغي أن يعطي كل حدث حجمه المناسب من الانفعال، فرحا أو حزنا أو أيا من الانفعالات، بما لا يؤثر على إنتاجيته وعلاقاته وإيجابيته في الحياة، فلكل فعل ردة فعل طبيعية مناسبة له، وهذا ما يفعله الشخص المتزن.

الثاني أن تكون لدى الفرد القدرة على الاندماج والتكيف مع مستجدات الحياة وطبيعة مواقفها المتنوعة، فيبادر ولا يتجنب، ويخطئ ويصلح الخطأ، ويتحدث ولا يكبت، فلا يكون صلبا فيكسر، ولا لينا فيعصر، وهذا ما يفعله الحكماء.

الثالث أن تكون له أهداف واضحة وقابلة للتحقيق في الحياة، تتناسب مع قدراته وإمكاناته وطبيعة البيئة التي يعيشها، فلا تكون أهدافا خيالية وغير قابلة للتحقيق بالنسبة له، فتكون مضيعة للوقت والجهد، وهي في حقيقتها مهرب من الواقع الذي يفترض به الإيفاء بمتطلباته، كأن تجد من يهدف ليكون لاعب كرة عالميا شهيرا في وقت يكون وضعه البدني غير مناسب للمشي حتى، ولا تكون ساذجة لا تستحق ما يصرف لها من وقت وجهد، كمن يحرم نفسه لذة النوم ليكمل مراحل لعبة بلايستيشن. والأهم من ذلك أن توجد لديه خطة وخارطة طريق واضحة لتحقيق هذه الأهداف يستطيع الالتزام بها وتنفيذها.

خاتمة: الدافعية وقود النجاح، فأشعلها ووجهها نحو الهدف الذي يستحق.