دخيل سليمان المحمدي

إهمالهم عادة تؤثر على العبادة

السبت - 17 يونيو 2017

Sat - 17 Jun 2017

أصبحت عادة تواجد الأطفال بالمساجد عند صلاة العشاء وصلاة التراويح والتهجد، ظاهرة عادية لصبية يلعبون ويصرخون ويبكون ويتجولون بين المصلين، حيث تحولت مع مرور الوقت إلى صفة رمضانية للأسف الشديد، وما يسببونه من إزعاج وضوضاء للمصلين، فحينما تتحدث مع ذويهم نصحا يردون عليك بأنها فرصة لتعويد الأبناء على دخول المساجد وأداء الصلوات.

أنا لست ضد اصطحاب الأبناء للصلاة في المساجد، بالعكس هذا أمر مطلوب، حيث التعود ومعرفة المسجد وكيفية صلاة الجماعة بالمسجد، حيث إن المساجد هي مصانع الرجال، وهي التي من خلالها تصقل النفوس وتزكى الأرواح قبل الأجساد، ولكني ضد من يأتي بأبنائه تجميعا من الشارع الذي أمام المسجد ثم يطلق لهم العنان فيسرحون ويمرحون ويعبثون، جاعلا لهم المسجد ملاذا وملعبا ومسرحا للعب وكأنهم في متنزه من المتنزهات ليزعجوا المصلين بالتشويش عليهم وقطع صلاتهم بالمرور من أمامهم أو إحداث أصوات تؤدي إلى تشتيت أذهان الراكعين الساجدين فلا يستطيع الإمام أن يقرأ ولا المصلون أن يخشعوا.

لقد شاهدت في أحد المساجد أطفالا يلتقطون جميع قوارير الماء التي تم وضعها أمام المصلين ليخرجوا بها ويسكبوها على بعضهم لعبا، فالغريب بالأمر أن أولياء أمور هؤلاء الصغار لا يحركون ساكنا إزاء تصرفات أبنائهم المزعجة، أتمنى من أهل الحي أن يتعاونوا ويتناصحوا ضد هذه الظاهرة التي عمت وأعمت معظم المصلين، فلنغتنم هذه الأيام القليلة المتبقية ونصحح ما اعتدنا عليه ونلزم الآباء الذين يصطحبون أولادهم للمساجد أن يجعلوا أولادهم بجوارهم في الصلاة، ولا يتركوهم يعبثون ويتجولون بين الصفوف.

همسة: إلى الآباء الذين يجلبون أبناءهم إلى المساجد ولا يتفقدونهم إلا نهاية الصلاة، لو كنت في مقابلة مسؤول رفيع المستوى هل ستصطحب طفلك بالشكل والهيئة التي تصحبه بها إلى المسجد أم إنك تأخذه بيدك مؤدبا نظيفا حتى لا يزعج الضيف ومرافقيه، فشتان بين الأمرين هذا وذاك.