مانع اليامي

خذها واترك أختها

الجمعة - 16 يونيو 2017

Fri - 16 Jun 2017

بين التلميح والتصريح كان وما زال الحوار العام يوجه أصابع الاتهام نحو بعض المشايخ.



خلاصة الاتهام تدور بداية حول التورط في دفع الناس على الخروج إلى مناطق النزاعات بأساليب مؤثرة تسحب النشء وتغرر بالجاهلين، وفي نفس الوقت ملتوية تسمح لهم - أي المشايخ - بالتملص من المسؤولية. هنا تجدر الإشارة إلى سابق ضلوع الإعلام في تقليب ملفات القضية وتسليط الضوء عليها، والحديث عن ردود الأفعال يطول.



اليوم وعلى هامش الأزمات الحاصلة في المنطقة – وأقربها أزمة العلاقات الخليجية القطرية، يواجهون اتهام الصمت عما يدور على الساحة رغم وضوح موقف الدولة وسخونة أسئلة الشارع. قناعة البعض أن هذه الفئة تجمع مراوغة الثعلب وتغريد الحمام، وزيادة على ذلك فن سرقة الكحل من العيون، ولا يستغرب أن يرصد صمتهم مقابل أحداث بعينها. لست مع الاتهامات المطلقة، ولا أميل للاستنطاق القسري، لكني أقف حائرا أمام صمت من تعود المجتمع على كثرة حديثهم وبين حماسهم.



في العموم، جرت العادة أن تقف بنا الأزمات على محاولات قنص الوقت أو استغلال الظروف لتحريك المياه الراكدة، وخير ما يستشهد به عودة البعض هذه الأيام ومن خلف المؤسسة الدينية للنبش في الخلافات المذهبية من باب الاستغلال المباشر لأي طرح متسامح يدعو إلى التعايش أو تقوية اللحمة الوطنية، وفي سياق ما تقدم ثمة جماعات، الأقرب إلى الدقة أشخاص يبدو أنهم سجنوا أنفسهم في أرشيف الصراعات التاريخية الدينية الضيقة على أساس من عدم الرغبة في انتشار التسامح بين الناس. الظاهر أن هذه الفئة سجنت نفسها عند الحدود الخلافية التي يساعد تشددها في تغذية مشروع الإقصاء وإبقائه على قيد الحياة - الآخر في الأخير عندهم، والتكفير تهمة جاهزة في وجه الآخر كل حين كما يظهر.



باختصار، إذا كانت الجماعة الموصوفة في المقدمة تشكل خطرا على أمن الشعوب واستقرار الدول فإن الأخيرة تشكل حجر عثرة في طريق التقدم والتعايش، ومع نشاطها لا شك يتعثر التسامح، ويتعاظم الشقاق، وتضعف اللحمة الوطنية وكفى.



ختاما، إذا كان المثل يقول: خذها واترك أختها، فإن لسان حال الواقع يقول: ما أسوأ منها إلا أختها. والحل أولا وأخيرا في الحزم ولا شيء غير الحزم. الوطن أولا.. وبكم يتجدد اللقاء.

[email protected]