مانع اليامي

هذا هو الشيخ المغامسي.. فأين البقية؟!

الجمعة - 09 يونيو 2017

Fri - 09 Jun 2017

ليس غريبا أن يحدث بعض الخلاف بين الناس جماعات أو أفرادا طالما أن اختلاف الآراء وتباين مستويات الدراية وتنوع الاتجاهات في حكم الوارد، ولهذا يبقى المتوقع حدوث التنافر أو التباعد كنتيجة. على أية حال الباعث على الارتياح أن مجتمعنا المحلي على امتداد خريطة الوطن لا يخلو من أهل الخير الذين ينظرون إلى إصلاح الشأن وتسوية الخلافات متى حدثت على أنهما واجب إنساني يصب في مصلحة المجتمع الكبير، وأبلغ مثال على ذلك القضايا القبلية، حيث تنشط جهود الوجهاء والأعيان والدعاة لتسويتها.



مقابل ما تقدم يلحظ المراقب أن الخطى تقصر في طريق تجاوز الخلافات المذهبية. لم شمل أهل الوطن وتوحيد كلمتهم بعد أن فعلت المذهبية المنشطة ما فعلت كانا وما زالا من أوجب الواجبات على الجميع لتحريك مفهوم التعايش على الأرض وتقوية اللحمة الوطنية في عصر تلفه التحديات وتختله المفاجآت، هذه المهمة تنجح أكثر على أيادي الدعاة ورجال الدين.



عموما، مثلما لزرع الفرقة أساليب يستطيبها الحاقد، فلم الشمل في المقابل غاية النبلاء، وتحركاتهم في سبيل ذلك تقوم على مخافة الله أولا والإخلاص للمصالح العليا. باختصار رأي الداعية (صالح المغامسي) الذي ملأ الدنيا الأيام الفائتة خير مثال.



الرأي «يتصل بالمذاهب في الإسلام، والحقيقة عند الشيخ أن أهل السنة والشيعة والإسماعيلية والإباضية، كل هؤلاء يؤمنون بالله ربا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا، وبالإسلام دينا وإذا صلوا صلوا إلى الكعبة، يؤمنون بالكعبة قبلة وبالقرآن كتابا وبالقيامة موعدا، وبالجنة ثوابا للطائفين وبالنار ثوابا للكافرين.. حتى قال إنهم مسلمون مؤمنون وإنه أحرى وأولى ألا يكون بينهم اقتتال.. في السياق تحدث الداعية وفصل، ورأيي أن عامة الناس وربما الخاصة أيضا لم يعتادوا سماع مثل رأيه بما فيه من الصراحة والوسطية من غيره، ولعل هذا من أسباب سرعة انتشاره وملامسته قلوب الناس الذين أدرك الكثير منهم سلفا أن الخلافات المذهبية ليست تلك القضية الموجبة للفرقة أو المبالغة في الحذر بقدر ما هي مجال تستثمره مدارس الإقصاء لتمرير غاياتها، ومن الطبيعي أن تسعى للمحافظة عليه.



الداعية المغامسي رعاه الله، سعى في لم الشمل وتوحيد الصف بجرأة الداعية الإسلامي المنصف، وحصد القبول والتقدير في كل الأوساط المنصفة، آن الأوان، أين البقية؟ هذا هو السؤال، والخاتمة أستعيرها من مقال الزميلة بصحيفة عكاظ مها الشهري «لا بد من السعي إلى تعزيز فكر الاعتدال والتسامح..، العاقل يدرك كم كانت نتائج المنهج غير السديد مكلفة».. وبكم يتجدد اللقاء.



[email protected]