فهم وتدبر

السبت - 27 مايو 2017

Sat - 27 May 2017

ما من مسلم إلا وله مع القرآن الكريم شأن وموقف، كيف لا وهو بلغ في الفصاحة غايته وفي التأثير منتهاه، كيف لا وهو وعاء العلم ومصادره، فقراءته على الوجه المبتغى من أعظم القرابات، وأجل العبادات، قال تعالى «الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته».

وهنا لا بد من مرحلتين متتاليتين، فهو يسير ميسر، كما قاله جل في علاه «ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر».

فالأولى: مرحلة الفهم وتكون سابقة للتدبر فيحسن الإلمام بثلاثة أمور:

أ-فهم المعنى الإفرادي-اللغوي- للكلمة مع عدم الالتفات إلى تعدد المعاني وكثرتها.

ب- فهم سياق الآية وعلى ماذا يدل هذا المعنى السياقي.

ج-الإحاطة بالأحول المرتبطة بالنص القرآني كأسباب النزول والقصص المذكور.

وهذه المرحلة لا بد فيها من تفسير ميسر يجع بين المفردات في غريب القرآن، وتفسير للآيات.

الثانية: مرحلة التدبر وهو «التفكر والتأمل لآيات القرآن من أجل فهمه، وإدراك معانيه، وحكمه والمراد منه والخضوع لأوامره واليقين بأخباره»، ولا يمكن التدبر إلا بعد الفهم السابق ذكره، والالتزام بأمرين لحصوله:

أ‌- قلب حاضر زكي يقظ، ليثمر فيه معنى شريفا، ووصفا حميدا.

ب- عمل له -كالوقت المناسب، وإصلاح الحال، وتفريغ النفس من الشواغل، وأن يلقي سمعه ويحضر قلبه ويتدبر ما يقرأ، أو ما يسمع، وأن يسأل الله بما تقتضيه الآية-.

إذن فالأمر في غاية البساطة، وقمة اللطافة فإذا حصل المراد، فهمت المقاصد والمعاني، ورقت القلوب، وتحققت الخشية من الله، وازداد الطالب علما ويقينا.

وتلاوة مجلوة بخشوعها وتدبر تهمي به العبرات

كل ما أود قوله، إن شهر القرآن هو مأذونية لتلاوة القرآن لفظا ومعنى، فختمة واحدة بتدبر خير من ستين ختمة بلا فهم ولا تدبر.

اللهم اغسل قلوبنا بماء اليقين وأثلج صدورنا بسكينة المؤمنين، واجعلنا من خير القارئين، واعف عنا في شهر الصائمين.