لا فساد مع الشفافية

الجمعة - 05 مايو 2017

Fri - 05 May 2017

لفت انتباهي خبر أوردته محطة تلفزيونية لإحصائية أعدتها منظمة الشفافية العالمية! وقبل الإعلان عن نتائج تلك الإحصائية تساءلت في نفسي! أيعقل أن دولة عربية تحل في هذه الإحصائية ضمن أكثر الدول على مستوى العالم فسادا! انتظرت قليلا حتى ظهرت النتائج واندهشت لما آلت إليه تلك النتائج، حيث تصدرت ست دول عربية قائمة الأكثر فسادا، تلى ذلك إعلان أقل دول العالم فسادا فاستبشرت خيرا حينما رأيت دولا خليجية تحل في قائمة الأقل فسادا.

ولكن ما أسعدني وشرفني أكثر أن دولة إسلامية جاءت من ضمن العشرة الأقل فسادا في العالم، كانت تلك سنغافورة! وفضولا أردت أن أرى ماذا فعلت وكيف وصلت لمكانتها العالمية.

حيث إنها بعد استقلالها كانت دولة غير متوازنة ويكثر فيها الغش والمحسوبيات والواسطات وشيء كثير من الفساد المتغلغل. حتى تحولت على يد قائدها لي كوان إلى سنغافورة الحديثة. حيث أعلن أنه لن ينجو من العقاب كائنا من كان في حال ثبوت أي شبهة فساد. فأقام على أكثر من وزير الحكم علنا. وأيدت المحاكم الأحكام على الدينيين المخالفين. وجفف منابع الفساد باستخدام التقنية في الوظائف مما حد من الرشاوى والواسطات. وإعادة تنظيم الوزارات وتدوير الناجحين وتحفيزهم، وتنويع الاقتصاد والاهتمام بالفرد، حيث إنه المحرك لعجلة النهضة، وراهن عليه حتى كسب الرهان وجعل دخل الفرد السنغافوري ضمن الأكثر دخلا على مستوى العالم.

فمحاربة الفساد سبب في نجاح الأمم، وعز لمواطنيها بوقفتهم مع دولتهم، وها نحن نشهد على تحول عظيم في بلدنا بقيادة رشيدة وشعب عظيم لاجتثاث الفساد بالنزاهة، ومحاكمته علنا حتى يرى من لا يرى، ويسمع من في أذنه صمم، أن الفساد لن يكون له بيئة خصبة في هذا الوطن الشامخ.