قلق سعودي من تجنيد مبتعثي تركيا

أستراليا تنضم لبرنامج التأمين الطبي.. وتركيز الابتعاث على دول الـ20
أستراليا تنضم لبرنامج التأمين الطبي.. وتركيز الابتعاث على دول الـ20

الاثنين - 10 أبريل 2017

Mon - 10 Apr 2017

لم تخل مواقف مسؤولي الملحقيات الثقافية للسفارات السعودية في الخارج، والذين اجتمعوا في وزارة التعليم أمس في إطار الملتقى السنوي للملحقين الثقافيين، من التأكيد على أهمية تحصين أفكار المبتعثين ضد أي اختراقات من الجماعات الإرهابية أو الأفكار الأيديولوجية.



ولعل أكثر الملحقيات التي بات هذا الأمر مؤرقا لها الملحقية الثقافية السعودية في تركيا، وذلك بحكم مجاورتها لسوريا التي تنتشر بها الجماعات الإرهابية، ومن أبرزها داعش وفتح الشام (النصرة سابقا) وغيرهما، إذ تعمل على نحو حثيث على تحصين الطلاب من أي اختراقات.



وطبقا للملحق الثقافي في السفارة السعودية بتركيا الدكتور مساعد العبدالمنعم، فإن ملحقيته تعمل على تعزيز الأمن الفكري للطلبة المبتعثين وعقد اجتماعات معهم، وتذكيرهم بعدم الانخراط في أي تجمعات، وعدم الالتفات لأي رسائل ترسل لهم من الجماعات الإرهابية المغرضة بغرض تجنيدهم، لافتا إلى أن ذلك تفرضه مجاورة تركيا لسوريا، وهي بلد مضطرب يغص بالجماعات الإرهابية.



بدوره نفى الملحق الثقافي في السفارة السعودية في مصر الدكتور عبدالعزيز النامي تسجيل أي حالات لانضمام الطلبة المبتعثين، والمقدر عددهم بنحو ألف طالب، لجماعة الإخوان المسلمين المصنفة من قبل السلطات السعودية كجماعة إرهابية.



وفيما لفت النامي إلى أن الابتعاث للدول العربية لا يزال موقفا، أكد في المقابل أن مسألة إعادته تخضع للدراسة والبحث، موضحا أن قرار وقف الابتعاث للدول العربية لا يعني التقليل من مستوى التعليم في تلك البلدان، بل البحث عما هو أفضل.



يأتي ذلك فيما تتجه وزارة التعليم لجعل دول مجموعة الـ20 الخيار الأول للابتعاث. وقال وكيل وزارة التعليم للبعثات السعودية الدكتور جاسر الحربش إن تحويل مسار الابتعاث إلى دول مجموعة العشرين الاقتصادية يأتي لتميزها العلمي والاقتصادي، لافتا إلى أن أعداد المبتعثين في دول مثل الصين وكوريا الجنوبية أقل مما تطمح إليه بلاده في هذا الوقت، آملا أن تشهد أعدادهم زيادة خلال الفترة المقبلة.



وركز الملتقى السنوي للملحقين الثقافيين على أمرين رئيسيين، لخصهما الملحق الثقافي في السفارة السعودية ببريطانيا الدكتور عبدالعزيز المقوشي في «بناء الاستراتيجيات فيما يتعلق بعمل الملحقيات السعودية»، و»تبادل الخبرات واستعراض النماذج الناجحة من أجل تجويد العمل».



وتتشارك الملحقية الثقافية في بريطانيا مع بعض الملحقيات في هواجس تثقيف المبتعثين وتحذيرهم من التوجهات المتطرفة. ويقول المقوشي تعليقا على ذلك «لقد التقيت بعدة محاور ونخب سياسية وفكرية دينية في بريطانيا، وتم النقاش حول سبل تثقيف الشاب السعودي ليكون حذرا من أي توجهات متطرفة، أو لتعزيز جوانب التسامح والتعاطي مع الآخر»، لافتا إلى أنه وجه وحدة إرشاد الطلاب بتكثيف التواصل مع الطلاب بشأن التوعية والإرشاد القانوني والإرشاد الديني والاجتماعي، وذلك عقب رصد بعض الممارسات مع الأسر قد تؤدي إلى إشكالات ووصف المجتمع بالعنيف.



بدوره قلل الملحق الثقافي في السفارة السعودية بأمريكا الدكتور محمد العيسى من أعداد الطلاب العائدين بسبب عدم إكمالهم للدراسة أو لأسباب أخرى، مثل التورط بقضايا أمنية، موضحا أنه تمت معالجة كثير من المشاكل القانونية عبر الملحقية، مشددا على عدم السماح للطلاب بتجاوز الأنظمة والقوانين المتبعة في هذا الإطار، مع وجود رقابة ومتابعة مستمرة لمواقع التواصل الاجتماعي على الطلاب لرصد تجاوزاتهم.



وكان وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى أعلن في تصريحات صحفية على هامش الملتقى السنوي للملحقين الثقافيين عن انضمام أستراليا لبرنامج التأمين الطبي الخاص بالمبتعثين، لتلحق بذلك بدول مثل أمريكا وكندا وبريطانيا.



وتعليقا على توظيف بعض الملحقيات للأجانب فيها، عد العيسى ذلك أمرا ضروريا لتلبية بعض الاحتياجات، لكنه أكد على دعم وزارة التعليم لتوظيف السعوديين دوما قدر الإمكان.