نحن متنوعون منذ الأزل

السبت - 08 أبريل 2017

Sat - 08 Apr 2017

لقد ظهر مفهوم إدارة التنوع (diversification) بداية ظهوره في الأمم الغربية في أواخر الثمانينات وهو في أبسط تعريف له «الاعتراف بالفروق الفردية وتقديرها»، وهو مفهوم يدعو إلى تحقيق‭ ‬المساواة‭ ‬وتكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬بين‭ ‬الأفراد سواء كانوا ‬ذكورا‭أ ‬و إناثا من كل الأعراق والديانات والطبقات الاجتماعية المختلفة، ثم بات بعد ذلك مطلبا أساسيا للمنظمات التي تسعى لأن تكون على قائمة بيئات العمل المرنة والآمنة والإيجابية والمعززة لأداء موظفيها، وأصبح قوة محركة لتحسين الأداء المؤسسي وتعزيز الابتكار.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

لكننا كمسلمين نعلم هذه الثقافة منذ أمد بعيد، بل هي أساس وجذر في ديننا القويم.

لقد قدر الإسلام اختلاف سلوكيات وشخصيات البشر وهم في بيئة واحدة ليصل إلى أبعد من ذلك، تقدير اختلاف الألوان والأعراق والديانات.

لقد عزز سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- ثقافة التنوع مع بداية أنوار رسالته وطبقها عمليا قبل أن يأمرنا بها ويجعلها لنا دينا،فقد أم صفوفا يقف فيها الأبيض بجانب الأسود والرومي بجانب العربي جهادا وصلاة، كما آخى بين المهاجرين والأنصار كأول خطوة بعد الهجرة فذابت الفروق.

أخذ بمشورة الفارسي سلمان -رضي الله عنه- في حفر الخندق في قصة ستبقى دعوة لتمييز الفكر لا العرق على مر العصور، وأخذ بمشورة السيدة أم سلمة (المرأة) عندما أشارت عليه بذبح هديه وحلق رأسه بعد صلح الحديبية.

ديننا دين تعايش وتسامح واحترام ثقافات وتقدير اختلافات،دين نؤدي فريضته كل عام كتفا إلى كتف عرب وأعاجم وبكل الألوان.

لكننا ما إن بعدنا عن التعمق في فهمه وتطبيقه حتى صرنا بحاجة إلى طريق طويل لنحجز لأنفسنا مكانا بين بقية الأمم، في حين أنه كان طريقنا إلى ذلك أقصر، ولحجزنا لأنفسنا ذلك المكان بآلاف السنين أبعد.

ومضة:

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى»، وقال في حديث آخر «التقوى هاهنا، مشيرا إلى قلبه».

ولأنه لا يعلم ما في القلب إلا الله، إذن لا فرق بيني وبينك.