امتنان محمد برناوي

ما الذي يواسي المتألم؟

الخميس - 23 مارس 2017

Thu - 23 Mar 2017

إذا لم تكن واجهت موقفا كنت فيه ذلك الشخص الذي يستند عليه ويستنجد به المتألم كائنا من كان قريبا أم صديقا أم عابر سبيل حتما كنت في يوم من الأيام أنت هو الشخص المتألم والذي ينظر يمينا ويسارا يبحث عما أسميه الجدار البشري – ليس بالمعنى المجرد - كي يسند عليه.

في مثل تلك اللحظات هل وجدت ذلك الجدار فعلا أم لا؟! أنا لا أقول إنك ستجده في كل مرة، ولكن على غالب الأمر أنك وجدته أمامك في يوم من الأيام عندها ما الذي كنت تأمله، ما الذي تمنيته؟!

هل كنت تأمل أن يردد على مسامعك تلك العبارات التي تذكرك بماهية الحياة وكيفية سير عجلتها كما كتب الله عز وجل، أم تريد من يقول لك كلاما مثيرا ومؤلما قليلا يذكرك بعطاياك وقدراتك المميزة التي حجبها وأخفاها الألم عن ناظريك، بل يصف نقاط قوتك الواحدة تلو الأخرى. أم إنك تريد جدارا بشريا صامتا يقف بجانبك جسديا وروحيا ليجعل تلك المشاعر الصادقة بداخله تنتقل مباشرة إليك دون تكلف حتى تمسح على قلبك وتربت على كتفيك. ماذا تريد؟!

ما الذي يواسي المتألم؟! ما الذي يواسيك أنت فكل متألم ينفرد بطباعه الخاصة. تساءلت كثيرا لأني وباختصار في أحيان كثيرة عندما أرى شخصا لا يعد كأي شخص لأنه قطعة متصلة بي يتألم أقف عاجزة بل أجلد ذاتي كثيرا، لماذا لم أتحدث معه؟! لماذا لم أفعل له شيئا والتزمت الصمت، لماذا ولماذا؟! وأستمر في جلد الذات كثيرا، كيف بي لا أفعل ذلك وأنا أعجز عن أداء أبسط ولكن أهم عمل لي، مساندة ذلك القريب أم الصديق. قد أجلد ذاتي لدرجة أني أتألم ألما في داخلي يستدعي المواساة والدعم أيضا فأنتظر من يواسيني ويخفف الوطأة علي. يا من تقرأ كلماتي متحدثة إلى نفسي أولا لنوقف تلك الدوامة، بكل بساطة لأن كثيرا منا عندما يتألم يريد أن نكون جسديا وروحيا بجانبه ولا يريد منا حتى كلمة واحدة، لنخفف جلدنا لذواتنا. نعم المتألم قد تواسيه أمور أنت تهمشها بل وتحتقرها، فقط قم بما تستطيع.