أسامة يماني

الترفيه يرفضه ويحاربه ذوو الأجندات

السبت - 18 مارس 2017

Sat - 18 Mar 2017

«أهلا بالترفيه» قالها الجمهور عملا لا قولا، فكل محفل ومهرجان ومعرض تجد إقبالا منقطع النظير من الجمهور، كبارا وصغارا، رجالا أو نساء، وخير شاهد على ذلك الزحام المشاهد في مهرجان الجنادرية، حيث ازدحم الطريق المؤدي للمهرجان بشكل يجعل المشاهد يظن أن الرياض العاصمة خرجت للاحتفال والمشاركة في مهرجان الجنادرية، والحدث يتكرر في كل عرض ترفيهي أو حفل أو استعراض. الناس وجدت أخيرا متنفسا لها وشعرت أنها خرجت من قبضة المتشددين الذين لا شاغل يشغلهم غير الموت والقبر والحزن والظلام.



الترفيه جزء من منظومة الحياة، فيه تجتمع العائلة ويستمتع الأبناء مع آبائهم وأمهاتهم ويتشاركون في هذه اللحظات الجميلة، والتي تصبح جزءا من ذاكرتهم وذكرياتهم. تلتقي العائلة في هذه المناسبة بعد يوم شاق من العمل والكفاح. وفي الماضي القريب ضيق المتشددون على الناس حتى أصبحت الإجازات هي المناسبة أو الفرصة التي يسافر فيها الناس لخارج البلاد للترفيه. وأصبح السفر حلما لمن لا يستطيع أو لا يملك مصاريف السفر، فالسفر للخارج أثناء الإجازات والعطلات الرسمية هدفه الأغلب هو الترفيه الذي تستمتع فيه الأسرة جميعها وتجتمع وتلتقي، على خلاف ما يجري عليه الحال، حيث الأطفال في عالمهم منفصلون عن والديهم وكذلك باقي أفراد الأسرة.



والملاحظ أن المتشددين لم يكتفوا بالتضييق على العباد في الداخل، بل أخذوا في سب وقذف المسلمين والمواطنين الذين يسافرون للخارج وينعتونهم بأسوأ الأوصاف، ويسبونهم بأشد الشتائم النابية، ويطعنون في دينهم وأمانتهم، واستغل البعض منابر المساجد لسب وشتم الذين يسافرون للخارج واتهامهم بكل أنواع التهم من التغريب والتشبه بالكفار وضعف العقيدة والإيمان، وغير ذلك من سباب وشتم، وصارت النصيحة لديهم فضيحة للمخالف يوصم فيها بالفسوق والانحلال حتى تعود الناس على هذه الأساليب ولم يعودوا يستنكرون مثل هذه الأعمال، وخاصة أن المتشددين يتمترسون خلف ادعائهم بمحاربة الرذيلة والفساد، في حين أن ما يقومون به هو الفساد بعينه.



لا أحد يجبر أحدا على المشاركة أو الذهاب للحفلات والمناسبات الترفيهية والمهرجانات، كما أن من حق الإنسان أن يكون له رأي مخالف، وأن يحترم رأيه ومبرراته ومنطلقاته وعدم التشكيك في سلامة نية صاحبها. أما أن يستغل الشخص منبرا عاما للترويج لرأيه ومحاربة الترفيه والتطاول على الدولة، أو أن يستغل مواقع التواصل الاجتماعي أو وظيفته الرسمية فذلك مؤشر على وجود أجندة خفية يسعى لها ويستخدم مثل هذه المواضيع التي هي جزء من منظومة الحياة لإثارة الأتباع والتحريض أو فرض رأيه على الدولة، فمثل هؤلاء يجب الضرب على يدهم بيد من حديد، وعدم السماح لهم باختطاف الدولة كما عودتنا حكومتنا الرشيدة.



وختاما فقد قال الجمهور الأعظم والأعم كلمته العالية المسموعة والمشاهدة أهلا بالترفيه ومرحبا ألف ألف.



osamayamani@